لم تنجح الحكومة في حماية أبراج الكهرباء من الأعمال التخريبية التي تتعرض لها بين الفينة والأخرى وتتسبب للمواطنين في مشاكل لا عد لها ولا حصر. نجحت فقط في تغيير مسار اللعن، فبعد أن كان الناس يلعنون الحكومة مع كل انقطاع للتيار الكهربائي، صاروا يلعنون كلفوت. و"كلفوت" هذا أصبح اسما لكل من يقطع التيار، في محافظة مأرب وغيرها، وهو أيضا الاسم الرديف للظلام، ويجري على هذا لغويا ما يجري على ذاك، فيمكنك أن تقول أظلمت الدنيا في وجه صالح سميع، ويمكنك أن تقول تكلفتت الدنيا في وجهه. لا نعرف عن كلفوت أكثر من هذا، بالإضافة إلى صورة تناقلتها وسائل الإعلام على أنها له وليست كذلك، فكلفوت "ظلام أنَّا نراه"، إننا نغرق فيه فقط. يقال إن لكلفوت مطالب مشروعة ألجأته إلى أعمال غير مشروعة، بعد أن قوبلت مطالبه المشروعة بالتجاهل والإهمال، ككل مطالب خلق الله في هذا البلد، لكن الحكومة لا تريد أن تتحدث عن هذا، حتى لا تخرج القضية من طابعها السياسي إلى الشخصي، فالكهرباء ارتبطت هي الأخرى بالعملية السياسية التي يسعى البعض إلى عرقلتها كهربائيا، رغم أن بإمكانهم أن يتحاوروا في الظلام، تماما كما تحاربوا فيه قبل أشهر، العكس، من يعرقلون العملية السياسية هم من يجعلونها حساسة إلى الحد الذي يجعلها تتأثر بخبطة حديد. إذا لم يكن بمقدور الحكومة أن تتجاوب مع مطالب كلفوت المشروعة، أو توقفه عن أعماله غير المشروعة فما الذي يمكنها فعله؟.