قامت السلطات بتحرير ألف و620 مهاجراً، كانوا محتجزين، لعدة أشهر في مزارع للمهربين بحرض التابعة لمحافظة حجة. وقالت المنظمة الطبية الإنسانية "أطباء بلا حدود" في بيان إنها تقوم بتقديم المساعدات إلى هؤلاء المهاجرين، بمن فيهم 62 طفلاً و 142 امرأة. وتمت إحالة 71 حالة طبية حرجة إلى المستشفى الذي تديره المنظمة في قرية المزرق، القريبة من مدينة حرض. وكانت معظم الحالات المحالة إلى مستشفى المزرق لضحايا الاتجار بالبشر والعمل القسري والرق. وقد كشف هؤلاء عن علامات تعرضهم للتعذيب اللفظي والجسدي والاستغلال الجنسي من قبل معتقليهم. فقد نزعت أظافر بعضهم أو قطعت أجزاء من ألسنة البعض الآخر فيما تعرض آخرون للضرب المبرّح. وقام فريق منظمة أطباء بلا حدود أيضا بمعالجة المصابين بأمراض مهددة للحياة مثل الالتهاب الرئوي والملاريا المصحوبة بمضاعفات خطيرة وحمى الضنك. وقدمت المنظمة المساعدات المعنية بالصحة النفسية للمهاجرين بعد أن تم إطلاق سراحهم ونقلهم إلى مخيم في ضواحي مدينة حرض. تقول الدكتورة أنجيلز مايرال، وهي أخصائية نفسية تعمل لدى المنظمة في منطقة حرض: "إن الكثير من هؤلاء الأشخاص منهكون جسدياً ونفسياً، ويعانون من صدمات نفسية حادة بسبب الظروف الصعبة والمعاملة المروعة التي تعرضوا لها أثناء احتجازهم". وذكر معظم المهاجرين الذين تلقوا المساعدة النفسية من قبل المنظمة أنهم كانوا ضحايا التعذيب. وكانت احتياجات المهاجرين الطبية والإنسانية متعددة، حيث أن بعضهم لم يتناول الطعام لمدة قد تصل إلى أسبوع قبل أن يتم تحريرهم من قبل السلطات اليمنية. وقدمت المنظمة الحصص الغذائية التكميلية إليهم، وعملت أيضاً على تحسين ظروف الصرف الصحي في مواقع العبور في حرض وعمران. وقد تم نقل 800 مهاجر إثيوبي من حرض إلى مراكز المهاجرين في صنعاء، حيث ينتظرون إعادتهم إلى بلادهم. وتم نقل 550 صومالياً إلى مخيم خرز للاجئين في محافظة لحج. في ذات السياق أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها الشديد من افتقار هذه المراكز إلى الخدمات الكافية لمساعدة هؤلاء اللاجئين. ومعظم المهاجرين الإثيوبيين يهربون من البطالة والفقر المدقع، في محاولة للوصول إلى المملكة العربية السعودية عن طريق منطقة حرض. وعادة ما ينتهي بهم الحال في قبضة المهربين الذين يحاولون ابتزازهم للحصول على أموالهم عبر تعريضهم للتعذيب والإساءة النفسية. ويقول طارق ضاهر، رئيس بعثة المنظمة في اليمن: "نواجه حالة طوارئ، ونشعر بقلق شديد إزاء مستقبل الآلاف من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن عموماً وفي منطقة حرض على وجه الخصوص، إذ أنهم لا يحصلون إلا على خدمات محدودة جداً. إن المهاجرين منهكون بعد عدة محاولات لعبور الحدود وبقائهم دون موارد مالية؛ وقد تحول معظمهم إلى متسولين في شوارع مدينة حرض. إنهم يحاولون البقاء على قيد الحياة وهم يعيشون بلا أي مأوى مناسب أو مرافق صحية أو وجبات غذائية منتظمة". ودعت منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي لتقديم المساعدة لهؤلاء المهاجرين وتوفير الرعاية الصحية لهم.