وصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الغارة الإسرائيلية على مركز بحوث عسكري علمي في بلاده، أمس الأحد، ب"إعلان حرب" على سوريا، مهدداً أن دمشق سترد على هذا الهجوم في الوقت والطريقة المناسبين.وقال المقداد في حديث لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن الغارة الإسرائيلية على مركز البحوث العسكري يمثّل "إعلان حرب" من الجانب الإسرائيلي. كما اعتبر المقداد أن هذا الهجوم يشكّل تحالفاً بين إسرائيل و"الإرهابيين الإسلاميين". وتوعّد المقداد بردّ دمشق على هذا الهجوم الإسرائيلي في الوقت والطريقة اللذين تراهما مناسبين. من جهتها، قدمت وزارة الخارجية السورية شكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن قصف طائرات حربية (إسرائيلية) من "أراضيها المحتلة" ومن جنوبي لبنان باتجاه ثلاث قواعد للجيش السوري. وأضافت أن هذا "العدوان السافر يأتي تأكيدا على التنسيق بين (إسرائيل) والمجموعات الإرهابية بهدف تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الإرهابية بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الأرض".
"ديبكا": القصف "الإسرائيلي" لسوريا ليس عرضيًّا وسيستمر ونشر موقع "ديبكا" المخابراتي الصهيوني أن استهداف سلاح الطيران الصهيوني لموقع مركز "البحوث العلمية" في مدينة جمرايا بريف دمشق لن يكون آخر الهجمات التي تشنها تل أبيب داخل الأراضي السورية؛ لأنه ليس أمراً عرضيّاً. وكانت أصوات الانفجارات التي انطلقت في العاصمة السورية قد تزامنت مع انطلاق صافرات الإنذار الصهيونية على هضبة الجولان. وقال الموقع المخابراتي: إن تحركات جيش الاحتلال الصهيوني في لبنان وعلى طول الحدود الصهيونية مع سوريا لن تتوقف بل ستزداد، لافتاً إلى أن سلاح الطيران الصهيوني قام بالتحليق على ارتفاع متوسط لاستهداف منشأة الأبحاث السورية.
خبير روسي: الغارات تتم بالتنسيق مع المسلحين من جانبه اعتبر خبير روسي في الشؤون السياسية، الغارات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية والاستراتيجية في دمشق هي دليل واضح على أن هناك تواطؤاً وتفاهماً بين قوى إسلامية مزعومة والكيان الإسرائيلي وأميركا، مشيراً إلى ثبات الموقف الروسي إزاء الدعم الذي تقدمه موسكولدمشق لتمكينها من الدفاع عن نفسها. وقال فيتشسلاف موتوزوف الخبير في الشؤون السياسية في حوار مع قناة العالم أمس: "إن الضربات الإسرائيلية تثبت أن هناك تواطؤاً وتنسيقا للأعمال العسكرية مع المرتزقة الذين يعملون على الأرض السورية لتشكل دعماً لها"، موضحاً، أن هذه الجماعات المسلحة إذا خسرت ميدانياً على الأرض السورية فهذا يرتد فوراً إلى القوى العسكرية الأساسية وهما الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة. وأكد موتوزوف، "أن هناك مصدر الخطر الواحد وهو القوة الأحادية المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية التي تنسق عمليات عسكرية مع المرتزقة الذين يعملون تحت راية إسلامية مزعومة، ويأتون من تركيا ومن الدول العربية الأخرى ومن كل أنحاء العالم لمحاربة الشعب والنظام السوريين". الجامعة العربية تدعو مجلس الأمن لوقف الاعتداءات على صعيد ردود الأفعال على الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا فقد طالبت جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي، بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات. وأدان الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، عمليات القصف الإسرائيلي للأراضي السورية. وحذر الأمين العام من التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، ودعا مجلس الأمن إلى التحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها. وندد «العربي» بهذا «الاعتداء السافر»، واعتبره «انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة عربية من شأنه أن يزيد الأمور تفجراً وتعقيداً في سوريا، ويعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات»، حسب قوله. إيران: مستعدون ل«تدريب» الجيش السوري من جهتها أدانت إيران، العدوان الإسرائيلي على سوريا، وأكدت أن هدف مثل هذه الهجمات هو إضعاف محور المقاومة، وأنها على استعداد لتدريب الجيش إذا لزم الأمر. ونقل عن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، عن قائد سلاح البر الإيراني، الجنرال أحمد رضا بورداستان، أن إيران مستعدة ل«تدريب» الجيش السوري إذا احتاج الأمر. وقال الجنرال الإيراني «نقف إلى جانب سوريا ونحن مستعدون إذا احتاج الأمر لتقديم التدريب الضروري، لكننا لن نشارك فعليا في عملياتها»، مؤكداً على أن «الجيش السوري مع الخبرة التي يملكها في مواجهة النظام الصهيوني قادر على الدفاع عن نفسه وليس بحاجة لمساعدة خارجية». ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية، رامين مهمانبرست، قوله أن «الكيان الصهيوني وحماته يسعون إلى إثارة الخلافات القومية والطائفية بين الدول الإسلامية»، داعيا دول المنطقة إلى «الوحدة والتضامن في مواجهة تهديدات الكيان الإسرائيلي». مصر تدين مصر من جهتها أدنت العدوان الإسرائيلي على سوريا باعتباره انتهاكاً للمبادئ والقوانين الدولية، ومن شأنه أن يُزيد الوضع تعقيداً، فضلاً عن تهديده لأمن واستقرار المنطقة. وأضاف البيان: أن مصر رغم معارضتها الشديدة لسفك للدماء ، وسعيها لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، إلا أنها في الوقت ذاته ترفض الاعتداء على المُقدرات السورية أو المساس بسيادة سوريا .
300 شهيد وكانت سلسلة من الانفجارات هزت عدة مناطق بالعاصمة السورية دمشق في الساعات الأولى من صباح الأحد، فيما أعلن التليفزيون الرسمي السوري أن الانفجارات ناجمة عن هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق والذي راح ضحيته أكثر من 300 شهيد سوري. وقال المتحدث باسم المركز الإعلامي السوري في دمشق، عامر القلموني، أن العاصمة السورية تعرضت ل 8 انفجارات لم تشهدها العاصمة السورية من قبل، مشيراً إلى أنه تم استهداف اللواءين الجمهوريين 104 و105، ومساحة كبيرة من مقر الفرقة الرابعة، كما تم استهداف مولدات الكهرباء التي تمد هذه المقار. وأكد «القلموني»، لقناة العربية، أن «التفجيرات بدأت في الساعة الثانية صباحاً، واستمرت حوالي نصف ساعة، وتم إغلاق حي المالكي، بينما جابت سيارات الأمن في أحياء يقطن بها كبار ضباط بشار الأسد، إلى جانب تحليق للطيران المروحي في ريف دمشق». وأشار المركز إلى أنه تم تدمير اللواء 104 بالكامل في منطقة وادي بردي، واستهداف اللواء 105، التابعين للحرس الجمهوري السوري، موضحاً أن أعنف الانفجارات كانت على جبل «قاسيون». من جانبها، نقلت قناة «سوريا 18 مارس»، المؤيدة للثورة السورية، عن مصادرها قولها أن الأماكن العسكرية السورية المحيطة بدمشق أطفأت أنوارها، تخوفاً من قصفها. وأضافت المصادر أن «القصف استهدف مستودعات الذخيرة للفرقة الرابعة وحرس رأس النظام».