يرفض الإخوان المسلمون ولاية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بينما يُصرُّ "محمد اليدومي" على إلصاق الولاية والحاكمية بأعضاء حزبه العقائدي، وأوضح في رسالة بعثها إلى عموم الحزب الإسلامي الأول في اليمن أنهم جُند الله.. فأي إله يقصد اليدومي؟، إذا كان يعتقد أن الإخوان هم جند الله الذي نعبده ونسبح بحمده ونشهد ألَّا إله إلا هو، فهو مخطئ، وإن كان لهم آلهة غير الله، فيمكن تقبُّل هذا الوصف وتلك المهنة منطقياً. لدى الإخوان المسلمين آلهة غير التي نعبدها، لقد اشتروا آلهة شريرة ونسبوا إليها وشريعتها القاسية كلَّ تصرف قبيح يقومون به، وكل دم يسفكونه، وعرض ينتهكونه. قبل أيام اجتمع كثير من غلاة رجال الدين السُّنة امتثالاً لدعوة يوسف القرضاوي رئيس التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وفجأة قرروا إعلان الجهاد على إيران، وحزب الله ونظام بشار الأسد في سوريا. في الوقت الذي تغرز إسرائيل أنيابها ومخالبها في شوارع القدس وتجري بداخلها سباق الفورميلا الشهير وتُهجِّر مئات العائلات الفلسطينية وتهوِّد بيت المقدس بكلِّ شراسة. القرضاوي الذي صار له هاشتاق خاص في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: جوزيف- قريضة، يواجه حملة استنكار واسعة المدى لنتائج اجتماعه الكارثي بالقاهرة، فهو وممتهنو الفتوى الدينية يبيحون دماء نصف المسلمين على النصف الآخر، فيما يبدو النصف المباح أكثر شراسة من النصف الآخر، وهو ما تؤكده وقائع الغزو الفاشل الذي استهدف سوريا من برابرة الصليب الإسلامي ووحوش القذارة الخليجية. كلُّ هذه الإباحية التي قتلت مئات الآلاف في سوريا وليبيا واليمن وزعزعت استقرار بلدان أخرى لم تقرها شريعة الله الرحمن الرحيم.. فمن أين تستقي عصابة جوزيف- قريضة شريعتها وفقهها الديني المتعصب، فما أعرفه أن الأديان جاءت لتؤكد حرمة دم الإنسان وتصون عرضه وكرامته، وما أتذكره أن (قريضة) تعجَّل في السفر مصحوباً بكاميرات التلفزة لمنع تدمير "طالبان" لتماثيل النبي بوذا، فيما تعجَّل أيضاً لتحفيز "طالبان" على تدمير واحتلال الإنسان السوري وقتل النفس التي حرم الله. محمد العريفي، وهو داعية إخواني متعصب، أقسم في اجتماع القاهرة الجهادي أن الخلافة الإسلامية آتية بلا ريب..!! العريفي أحد خريجي قسم الكيمياء من جامعة سعودية، والتحق مؤخراً لصف طويل من الدُّعاة الذين وصفهم رسولنا الأعظم أنهم دُعاة على أبواب جهنم، وبدون سابق إنذار تجد من يعلق عليك في منشور تنتقد فيه العريفي بأنك تأكل لحوم العلماء المسمومة، منذ متى صار الداعية عالماً (!!). حتى أن هذا الحديث المنسوب لسيدنا رسول الله ليس صحيحاً فهو للإمام ابن عساكر- رحمه الله. هل يجب أن يدفع الإيرانيون جريرة آبائهم الذين صدقوا رسالة النبي الخالد محمد صلى الله عليه وسلم، كي يُعلن القرضاوي الجهاد عليهم، هل جزاؤهم أنهم صاروا مسلمين ولم يعلنوا الهجرة إلى النصرانية رداً على بربرية الغُلاة والحمقى من اجتمعوا في القاهرة فخرجوا ببيان تكفيري سيندى له جبين الأمة وسيلحق العار بكل من ارتضى وعمل به. المسيحيون المتطرفون يقولون إن الله ثالث ثلاثة، ومتطرفو الدين الإسلامي صنعوا صنماً من تمر ونصبوه آلهة ونسبوا إليه كلَّ فعل شرير يقومون به، وفي الجاهلية كان كفار قريش يقومون بمثل هذا العمل الذي يفعله رجال الدين الإسلاميون، ويعتقدون أنه يقربهم إلى الله زُلفى، وما كان شيئاً من ذلك إنما كانت تجارة يربحون بها ويزايدون على الله فيها، ويغررون بالبسطاء بجعل آلهتهم سبباً للخراب والدمار وأكل الحقوق وضياع الحقيقة واستعباد البشر، حتى جاء نبي الرحمة والهدى فأخرجهم من الظلمات إلى النور، وما زال العِرق الجاهلي يضرب جذوره في أطناب الأرض فيخرج دُعاة يصنعون آلهتهم الشريرة ويحسبون أنهم يقربوننا بها إلى الله زُلفى، ولن يقبل الله أن يكون التقرب إليه بدم العباد الذين خلقهم وجعلهم خلفاءه في الأرض. وإلى لقاء يتجدد.