قال مصدر مسئول في أمانة العاصمة، إن قيادة أمانة العاصمة انتهت من تجهيز تصاميم بناء مقرات جديدة للقيادة العسكرية المتواجدة حالياً في مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً، مقابل تسليم أرض حديقة 21 مارس التي صدر بخصوصها قرار جمهوري، وأضاف المصدر أن المباني التي سيتم تمويلها على نفقة أمانة العاصمة ستنفذ في قاع المنقد، مرجحاً أن تقوم شركة ألمانية ببناء المنشآت التي ستنتقل إليها القيادة العسكرية المتواجدة حالياً في مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا. ونقلت مصادر صحفية في وقت سابق، عن مصدر مؤكد تأكيده بأن الرئيس هادي وجّه القيادة الجديدة بإخلاء الفرقة حتى يتسنى وضع حجر الأساس بمناسبة ذكرى عيد الوحدة، وأضاف المصدر أن ضباطاً في الفرقة عبّروا عن استيائهم الشديد لنقلهم، وطرحوا عدداً من المطالب، منها ضرورة تعويضهم بأراضٍ مماثلة، كما تحججوا بعدم وجود مناطق جاهزة للانتقال إليها. وتساءل مواطنون عن الدوافع التي تجعل أمانة العاصمة تتكفل بضخ مبالغ طائلة للقيام ببناء مقرات للجيش، وهو ليس من اختصاصها، ووجود وزارة الدفاع المختصة بذلك. ولكن القبول الشكلي لقرار رئيس الجمهورية بتحويل الفرقة إلى حديقة عامة ومتنفس عام لا يزال يعيق عملية التحول الذي ينتظره أهالي العاصمة بفارغ الصبر. وعلى الرغم من وجود عدد من المؤشرات التي تشير إلى أن هناك معارضة واضحة لقرارات الرئيس هادي بشأن إخلاء الفرقة الأولى مدرع، ومنها استحداث مبنى ورفع عمدان على مساحة تتجاوز المائة لِبنة بأحد أسوار الفرقة سابقاً، الواقع بالقرب من وزارة الإعلام ونزع لوحة الحديقة من قِبل ضباط وأفراد الفرقة بتاريخ 20 مايو الماضي، وهم يهتفون: "لا حديقة بعد اليوم"، وتأجيل الرئيس هادي لوضع حجر الأساس للحديقة، إلا أن بقاء الفرقة بكامل عتادها وأفرادها في مساحة الحديقة المعلنة وبقاء تواجدها وانتشار أفرادها بين الفينة والأخرى في الشوارع العامة ونصبها نقاط تفتيش في عدد من الشوارع العامة واستمرارها في احتلال نادي الشعب الرياضي واحتلالها مبنى المؤسسة العامة للاسمنت وتحويله إلى سجن تُمارس فيه مهامَّ أمنية خارج نطاق اختصاصها، بالإضافة إلى أن تواجدها أمام مبنى الرئيس أصبح أمراً مسكوتاً عنه، كون هناك طرفاً سياسيّاً راضياً عن ذلك البقاء الذي يتناقض مع قرار رئيس الجمهورية ومع إرادة الشعب التي أيدت قرارات الرئيس هادي بشأن تحويل ثكنة عسكرية إلى حديقة عامة. وكانت الأستاذة نبيلة الزبير- رئيس فريق قضية صعدة في مؤتمر الحوار الوطني- اعتبرت انتزاع أرضية "حديقة 21 مارس" وإنفاذ القرار الجمهوري من مسئولية الشعب، ودعت الزبير ساكني العاصمة المستفيدين الحقيقيين من الحديقة إلى التحرك نحوها وعدم الاكتفاء بالانتظار. وأشارت الزبير بالقول: "الشعب طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يقوم بتحويل قيادة الفرقة إلى حديقة عامة للشعب.. وبالفعل قام الرئيس بإصدار قرار يصادق على مطالب الشعب، لكن الحديقة لم تسلم إلى الآن، والدور الباقي يقع على الشعب".. وأضافت: "أقول لمن أرادوا الحديقة من أبناء الشعب: عليهم أن يُكملوا ما بدأوا به ويذهبوا لأخذ حديقتهم، ويُبادروا الرئيس بالأفعال وليس بتوجيه ما أرادوا توجيهه فقط. وكان من المتوقع وضع حجر الأساس للحديقة من قِبل الرئيس هادي، ولكن تم تأجيله لأسباب أو أخرى، بل إن تلكؤ القيادة السابقة والحالية للفرقة في تسليم موقع الحديقة حال دون وضع حجر الأساس للحديقة بتاريخ 22 مايو الماضي. الحديقة التي حدد سقف تسليمها لأمانة العاصمة التي باشرت التحضيرات لاستلام الحديقة بعد ساعات من إعلان تحويل ساحة معسكر الفرقة إلى حديقة عامة، كما جهزت المناقصات العامة لها، ولم يتبقَّ سوى الاستلام والبدء بالعمل فيها.