لا تزال الأمور في مصر تتجه نحو المجهول، حيث ينتظر المصريون اليوم يوم النزول العظيم إلى الشارع. كل فريق نصب خيامه. الاعتصامات ستشمل القرى والمدن ومراكز المحافظات، فيما ستضم العاصمة ثلاثة اعتصامات كبرى: "الإخوان" يعتصمون أمام مسجد رابعة العدوية شرق القاهرة، وأنصار القوات المسلحة يعتصمون منذ الأحد الماضي أمام مقر وزارة الدفاع في المنطقة ذاتها، في حين يعتصم الداعون لانتخابات رئاسية مبكرة في ميدان التحرير. وكان يوم أمس الأول قد شهد اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي في الإسكندرية، أدت إلى مقتل شخصين أحدهما أمريكي، فيما أصيب العشرات.
+++22 مليون توقيع لإسقاط مرسي وأعلنت حملة تمرد الداعية إلى مظاهرات اليوم 30 يونيو أن الرئيس المصري محمد مرسي "لم يعد رئيسا شرعيا لمصر" بناء على 22 مليون توقيع حصلت عليها من الشعب من أجل سحب الثقة من الرئيس. وقالت الحملة في مؤتمر صحفي: "نعلن أن محمد مرسي العياط لم يعد رئيسا شرعيا لمصر". ودعت الحملة "الجمعية العمومية للشعب المصري للانعقاد اليوم الأحد في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية وفي كل ميادين المحافظات لإعلان سحب الثقة من محمد مرسي والدعوة إلى انتخابات رئاسية". ودعت لتولي رئيس المحكمة الدستورية الحكم مؤقتا وفق صلاحيات محددة، على أن تتولى شخصية مشهود لها بالوطنية الحكومة لإدارة شؤون البلاد". كما دعت لتولي مجلس الدفاع الوطني تأمين البلاد داخليا وخارجيا. وخلال المؤتمر، أعلنت الحركة عن استقالة كافة أعضاء التيار المدني في مجلس الشورى المصري، مطالبين برحيل مرسي.
تشييع قتيل بورسعيد وشاركت أعداد غفيرة من أهالي مدينة بورسعيد في تشييع جثمان الشاب الذي لقي حتفه مساء الأربعاء جراء انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع، بميدان الشهداء خلال المظاهرة الرافضة للرئيس المصري. وردد المشيعون هتافات منددة بما وصفوه بحكم المرشد، في إشارة إلى مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. وطالب الأهالي برحيل الرئيس محمد مرسي، كما طالبوا الجيش بتولي زمام الأمور في البلاد. ونشرت القوات المسلحة السبت أرقام الاستغاثة التابعة لها على مستوى الجمهورية بعد تحديثها، ما بدا أنه محاولة لطمأنه المواطنين المتخوفين من انتشار العنف. وقال المتحدث الرسمي العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي إن ذلك يأتي في إطار "عملية تحديث أرقام الاستغاثة بالقوات المسلحة".
الإفتاء: حمل السلاح حرام وأكدت دار الإفتاء المصرية أن حمل السلاح في التظاهرات السلمية أيا كان نوعه حرام شرعا، ويقع حامله في إثم عظيم لأن فيه مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها في كتابه الكريم وفى السنة النبوية الشريفة. وشددت في فتوى رسمية لها على "حرمة الدم المصري كله" ورفضها التام للعنف "بكل أشكاله والذي أدى إلى إراقة دماء الأبرياء على اختلاف انتماءاتهم". واستنكرت أيضا الاعتداء على المساجد والمنازل والممتلكات العامة والخاصة في اليومين السابقين. وطالبت الإفتاء "أجهزة الدولة بالقيام بمسؤولياتها في حماية أرواح كافة المواطنين المصريين والمنشآت العامة والخاصة، مشددة على أن العنف لم ولن يكون أداة للتعبير عن الرأي". كما ناشدت الدار جميع المتظاهرين الحفاظ على روح ثورة 25 يناير التي شهد العالم أجمع سلميتها، مؤكدة أن العنف سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة تقوض أركان الدولة.
++++ استقالة جماعية لأعضاء التيارات الليبرالية من مجلس الشورى من جانبهم قدم بعض من أعضاء مجلس الشورى ممن يوصفون ب"ممثلي التيارات الليبرالية" استقالتهم من المجلس وذلك قبل يوم من خروج مظاهرات اليوم المعارضة للمطالبة بإقالة الرئيس محمد مرسي في الذكرى الأولى لتوليه مهام منصبه. وأعلنت النائبة نادية هنري عن استقالة تسعة من نواب التيار المدني، وذلك في مؤتمر صحفي عقد في مقر نقابة الصحفيين في القاهرة. وأوضحت هنري أن قرار الاستقالة جاء "انحيازا للإرادة الشعبية". وجاءت الاستقالات خلال مؤتمر صحفي لحركة "تمرد" المعارضة أعلنت فيه أنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة. وقال المتحدث باسم الحركة محمود بدر إن "الشعب المصري سيكون هو المنتصر اليوم" في إشارة لمظاهرات اليوم الأحد. ودعا بدر الموقعين على استمارات تمرد إلى المشاركة في مظاهرات الأحد التي دعي لها منذ أسابيع عدة.
+++ أوباما: الوضع مقلقا من جانبه أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه" بشأن الوضع في مصر، داعيا الحكومة والمعارضة المصرية إلى نبذ العنف والدخول في "حوار بناء". وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي أمس السبت أثناء زيارته إلى جنوب أفريقيا: "ننظر إلى الوضع (في مصر) بقلق". وشهدت مصر الجمعة اشتباكات بين مؤيدين للرئيس المصري ومعارضين له أسفرت عن سقوط ثلاثة أشخاص قتلى بينهم طالب أمريكي. كما هاجم معارضون عددا من مقرات حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في محافظات مختلفة. وحذر أوباما من أن عدم الاستقرار في مصر قد ينتقل إلى المنطقة المحيطة، بحسب وكالة "رويترز". وقال الرئيس الأمريكي إن واشنطن لطالما دعمت الديمقراطية في مصر، مشيرا إلى أنها "مثّلت تحديا، فالديمقراطية ليست تقليدا في مصر". وأشار إلى أن السفارة الأمريكية في القاهرة اتخذت بعض الإجراءات لضمان أمن السفارة والقنصليات والدبلوماسيين الأمريكيين في مصر. ونصحت الولاياتالمتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى مصر، وطلبت من بعض الموظفين غير الأساسيين بالسفارة الأمريكية في القاهرة مغادرة البلاد. وتوقعت واشنطن استمرار حالة الاضطراب في المستقبل القريب وسط مخاوف من تصاعد حدة العنف بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه في ذكرى مرور عام على توليه السلطة.
+++الصحفيين: "مرسي" فقد شرعيته من جهتها أعلنت نقابة الصحفيين الإلكترونيين المصرية عن مشاركتها في الفعاليات الثورية اليوم 30 يونيو لإسقاط النظام الحالي، وأوضحت النقابة أن الإشارات السلبية التي تضمنها خطاب مرسي أمس الأول ضد الإعلام والإعلاميين، مهدت الطريق اليوم أمام النائب العام المعين بطريقة غير شرعية لاتخاذ قرارات عنيفة أبرزها إعادة التحقيق في البلاغات "المحفوظة" والتي تم نظرها سابقاً ضد الإعلاميين بتهم منها قلب نظام الحكم وإهانة الرئيس، إضافة إلى خطف وتعذيب مراسل بوابة روز اليوسف بالدقهلية، محمد حيزة من جانب أنصار الإخوان حسبما أفاد، مشددة على أن حرية الإعلام خط أحمر لا تنازل عنه. وأكدت النقابة أن تلك الممارسات تنهي شرعية نظام "مرسي"، الذي تعهد في أول خطاباته بعدم مصادرة رأي أو قصف قلم أو ملاحقة الإعلاميين، مشيرة إلى أن إهانة نقيب الصحفيين السابق وأحد شيوخ الصحافة في مصر تعد إهانة لكل إعلامي في مصر والمقصود بها إخراس كافة الأصوات المعارضة وترك الساحة لاستكمال "أخونة" الدولة في هدوء. ++++ فايننشال تايمز:"مرسي" يقود مصر للهاوية شنت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في افتتاحيتها أمس، هجوماً على المنحى الذي ينتهجه الرئيس "محمد مرسي" في إدارة البلاد منذ أن انتخب كأول رئيس منتخب. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "إن "مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين تلاعبوا وقسّموا المصريين، وتبين أنه يفتقد للكفاءة مما أحدث غلياناً في الشارع المصري". واستطردت الصحيفة قائلةً: "إن ما يحدث في الشوارع المصرية منذ أيام من مصادمات عنيفة لم يكن ذلك المستقبل الذي ضحى من أجله مئات الآلاف من المصريين بأرواحهم حين خرجوا في 2011 للإطاحة بالرئيس السابق "حسني مبارك" والذي كان مدعومًا من الجيش". وتابعت الصحيفة قائلةً: "إن الفوضى دائماً ما تصاحب مرحلة الانتقال من الديكتاتورية ولكن في الحالة المصرية كان أداء السيد "مرسي" في غاية السوء؛ فقد سعى هو وجماعة الإخوان لاحتكار السلطة وكسب السيطرة على المؤسسات مثل السلطة القضائية، بدلاً من أن يسعى لبناء توافق لمعالجة الانهيار الذي ورثه". ووصفت الصحيفة "مرسي"، بعد خطابه الأخير، بأنه "شخصية تعاني ارتياب ونهم السلطة"، مضيفةً: "ولكن مصر تحتاج الآن إلى رجل دولة". وأشارت الصحيفة، أيضاً، إلى القلق الذي ينتاب جماعة الإخوان المسلمين من عودة نظام مبارك، ولاسيما بعد العقود الطويلة التي أمضتها كجماعة شبه سرية.