يسود نوع من الهدوء الحذر المدن المصرية مع استعداد المحتجين لمظاهرات حاشدة يوم الأحد يأملون ان تدفع الرئيس الإسلامي محمد مرسي إلى التنحي بعد يوم دامي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طالب أمريكي في أعمال عنف شهدتها مصر يوم الجمعة. وعزز الجيش انتشاره في شتى أنحاء البلاد محذرا من أنه سيتدخل إذا لم يتمكن الساسة المتنازعون من السيطرة على الشارع. ويخشى مراقبون من حدوث مواجهة محتملة وحرب شوارع بين مؤيدي الرئيس مرسي ومعارضيه مع قيام الجانبين بتنظيم مظاهرات حاشدة خاصة في ظل حالة من الاحتقان بين الطرفين و هوجم عدد من مكاتب جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي يوم الجمعة بما في ذلك مكتب الجماعة في الاسكندرية حيث قتل رجلان بينهما أمريكي يبلغ من العمر 21 عاما , وفي بورسعيد قالت الشرطة إن انفجارا وقع خلال احتجاج مناهض لمرسي وقتل رجل آخر. كما أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه" بشأن الوضع في مصر، داعيا الحكومة والمعارضة المصرية إلى نبذ العنف والدخول في "حوار بناء". وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي السبت أثناء زيارته إلى جنوب أفريقيا: "ننظر إلى الوضع (في مصر) بقلق" وتجلي الولاياتالمتحدة التي دعت إلى التوافق الدبلوماسيين الذين ليست هناك حاجة ملحة لوجودهم وحذرت مواطنيها من السفر إلى مصر. وقال مصدر في مطار القاهرة إن عشرات من الأمريكيين وعائلاتهم غادروا البلاد إلى ألمانيا يوم السبت. في حين أعربت أعلى هيئتين دينيتين في مصر عن إدانتهما لكل أعمال العنف والقتل التي تجري وسط حالة من الانقسام والاحتقان بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي، وحذرتا من “آتون حرب اهلية لا تبقي ولا تذر”. واعرب الأزهر الشريف السبت عن أمله أن يكون يوم 30 حزيران يونيو غدا الأحد يوم حوار مجتمعى وتعبيرا حضاريا عن الرأى، ولعل ذلك اليوم يكون حافزا للنخب السياسية إلى تفاهم يقى الوطن الذى نعيش فيه جميعا البديل الخطير الذى يهددنا بالحرب الأهلية التى لا تبقى ولا تذر، كما أن الأزهر لا يمل من التحذير من الوقوع فى أتونها الكريه. وفى الوقت نفسه، أكدت دار الإفتاء المصرية السبت أن حمل السلاح في التظاهرات السلمية أيا كان نوعه “حرام شرعا” ويوقع حامله في إثم عظيم” في الوقت تتزايد فيه حالة من الانقسام والاحتقان بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري محمد مرسي. وفي القاهرة يعتصم مئات النشطاء من فصائل مختلفة في أماكن منفصلة إذ ما زال الإسلاميون معتصمين أمام مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر في القاهرة حيث تجمعوا بالآلاف أمس الجمعة تحت شعار "الشرعية خط أحمر" وحث بعض من تحدثوا خلال التجمع الحاشد على المصالحة بين مختلف الأطراف. وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة اعتصم معارضون لمرسي ويأملون أن ينزل الملايين إلى الشوارع غدا الأحد متهمين مرسي وجماعة الاخوان المسلمين بالقفز على الانتفاضة الشعبية المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. ويعتزم المعارضون تنظيم تجمع حاشد أمام قصر الاتحادية الرئاسي. وفي ظل أزمة الوقود والمصاعب الاقتصادية قال كثيرون إنهم سيشاركون في مظاهرات غد الأحد التي تتزامن مع مرور عام على تولي مرسي السلطة في أول انتخابات حرة تجري في البلاد. ويطالب معارضو مرسي باجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ورفض زعماء معارضون ليبراليون دعوة مرسي للمصالحة التي تقدم بها خلال خطاب ألقاه يوم الأربعاء الماضي وقالوا إن العرض جاء متأخرا. وتتهم جماعة الاخوان المسلمين التي تقول إن خمسة من أعضائها قتلوا في الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الماضية الليبراليين بالتحالف مع فلول نظام مبارك للانقلاب على مرسي. وتقول المعارضة إن جماعة الاخوان المسلمين تحاول احتكار السلطة وأسلمة مجتمع متعدد الاطياف وقمع المعارضة. وتستشهد بانتقاد مرسي لوسائل الاعلام والاجراءات القانونية التي اتخذت ضد صحفيين. وناشد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة طرفي الصراع التراجع عن المواجهة التي تهدد التجربة الديمقراطية التي جاءت ثمرة ثورة عام 2011 . وقال مسعفون ومسؤولو أمن في الاسكندرية إن الأمريكي قتل طعنا أثناء تصويره الهجوم على مكتب الاخوان المسلمين في المدينة الساحلية من محتجين مناهضين لمرسي نهبوا المكتب وأشعلوا فيه النيران. وقالت كلية كينيون في ولاية اوهايو الأمريكية إن الأمريكي القتيل أحد طلابها ويدعى اندرو بوشتر من ماريلاند وكان يعمل كمتدرب في الاسكندرية بمنظمة امديست الأمريكية التي تنظم دورات تعليمية وتقدم خدمات أخرى في الشرق الأوسط. وقالت عائلة بوشتر على الأرجح في صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إنه كان يدرس الانجليزية لأطفال في السابعة والثامنة من عمرهم وكان يسعى لتحسين لغته العربية. وأضافت "ذهب إلى مصر لأنه كان يهتم بشدة بالشرق الاوسط وخطط للاقامة والعمل هناك من أجل نشر السلام والتفاهم , "كان يتابع الاحتجاج كأحد المارة وطعنه محتج." وقتل مصري بالرصاص في نفس المنطقة وقال مسؤولون إن العشرات أصيبوا كثير منهم بطلقات خرطوش , ويصعب تقدير عدد من سيشاركون في مظاهرات يوم الأحد. ولم تكتسب احتجاجات سابقة منذ تخلي مبارك عن السلطة زخما بين مواطنين حريصين على الاستقرار ويخشون تعرض البلاد للمزيد من المصاعب الاقتصادية. وقال الجيش إنه سيتدخل إذا أريقت دماء وسيدافع عن إرادة الشعب. ويعتقد كل من طرفي الصراع أن هذا يعني أن الجيش يؤيد موقفه , ونصحت الولاياتالمتحدة الأطراف بالتوافق واحترام نتيجة الانتخابات.