تحدث الرئيس الأمريكي أوباما في بريتوريا عما يجري في مصر بطريقة شديدة الشبه بالتصريحات التي تتناول صحة الزعيم الجنوب الأفريقي الأشهر نيلسون مانديلا *قال أوباما ما معناه اتركوا مصر حرجة وانتظروها مستقرة... ولا غرابة، فالرسائل الأمريكية الموجهة إلى مرسي ومعارضيه هي ذات الرسائل التي وجهت إلى حسني مبارك حيث الحث على التعاطي "البنّاء" مع الأزمة والنفخ هنا وهناك لضمان اشتغال أسرع وأقوى.. وبقية الحكاية معروفة .. * إذا استخدم مرسي ما يذكر بأنه قائد القوات المسلحة وأكبر رأس في الشرطة سيتم التعبير عن القلق الأمريكي الشديد وعدم الرضى عن تدخل الجيش.. وإذا لم يتدخل فإن سفيرته باترسون ستتولى إدارة الصراع بحيث ينهزم الجميع أمام الجميع * أوباما قال وهو ينصح رعاياه بمغادرة مصر إلّا للضرورة القصوى، بأنه ينظر بعين القلق ويدعم ديمقراطية الشعب الذي يتحسس طريقه "وأن ما يهمه هو حماية السفارة والقنصلية" فيما أخذت سفيرته في القاهرة تغرّد بعيداً وتنفخ على الضفة الأخرى طلباً للمزيد من إثارة معارضي مرسي وهي تجتمع بخيرت الشاطر وتعلن رغبتها في أن يكمل مرسي فترته، وتطالب البابا بعدم إنزال الأقباط إلى الشوارع، وكلها أمور تتعارض مع مراوحة رئيسها أوباما لكنها تؤدي إلى ذات الغرض المربك والمثير.. ولا بأس إن تقاطعت باترسون مع تأكيد أوباما أن بلاده تقف على مسافة واحدة من الجميع .. * السفيرة تولت إفهام مرسي والإخوان أنها معهم قلباً وقالباً، فيما أعطى رئيسها إشارات إيجابية للشارع والمعارضة حتى يتحقق هدف رؤية كل طرف للآخر بأنه ضعيف وأن ماما أمريكا في صفه .. * ولقد تراجع جون كيري هو الآخر عن تصريحاته السابقة وسارع لطمأنة المعارضة لإضافة المزيد من البنزين، معتبراً ما يجري شأناً داخلياً. * وهكذا يشتعل ميدان التحرير وربوع الميادين المدنية والليبرالية وميدان رابعة العدوية الإخواني وسط دهشة المراقبين من تصريحات أوباما وتصريحات سفيرته التي لم تغادر عملها في باكستان إلا بعد أن أطاحت ببرويز مشرف ليكون مرسي هو الهدف الثاني في مسلسل الكيد الأمريكي.