قال مصدر رفيع في وزارة النقل ل"اليمن اليوم" إن شيخاً قبلياً يتكئ على قوة المال والقبيلة، إضافة إلى وصايته على قيادة حكومة الوفاق وقوى خارجية يضغط لتسليمه تشغيل ميناء عدن. وأضاف المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن الشيخ الذي يعمل للاستحواذ على تشغيل ميناء عدن، يرى أن له الأولوية لاستلام الميناء كمكافأة له لوقوفه مع التغيير، مؤكدا أن قيادة الحكومة تواجه ضغوطات خارجية وداخلية من قبل الشيخ المتنفذ، غير أن الحكومة مترددة خوفا من ردود الشارع اليمني تجاه هذا الموضوع كثير الحساسية. وأوضح المسئول الحكومي أن قضية تسليم ميناء عدن للشيخ المتنفذ وتدخل عدد من الجهات أعاقت تسريع تسليم ميناء عدن للشركة الصينية التي تقدمت بعروض مغرية لتشغيل وتطوير ميناء عدن، وبشروط ميسرة. وكان واعد باذيب -وزير النقل- قد ألمح في تصريحات صحفية سابقة إلى أن هناك ضغوطاً عديدة تمارس على وزارته لتسليم الميناء دون مناقصة لشركة تابعة لمتنفذين ضباط ومشايخ، تقدمت بعرض مباشر لتشغيل الميناء. وكان خبراء اقتصاديون حذروا من مغبة إبقاء ميناء عدن تحت إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن، التي تفتقر لخبرات كافية في إدارة وتطوير الميناء العالمي، ونصحوا بالتعاقد مع شركة عالمية مختصة بالشحن والتفريغ، وتمتلك خبرة عالمية في إدارة الموانئ العالمية قادرة على تأمين خط ملاحي عالمي للحاويات. وعلى الرغم من مرور تسعة أشهر على استعادة ميناء عدن من شركة موانئ دبي المشغل الأول للميناء مقابل تعويض ب35 مليون دولار، وتسلم إدارته لمؤسسة موانئ خليج عدن، إلا أن الميناء لم يلمس أي جديد على الواقع في تحسين أدائه وصيانة معداته وتشغيل محطة المعلا للحاويات. وشهد ميناء عدن احتجاجات وإضرابات عمالية متقطعة خلال الفترة الماضية أدت إلى توقف الميناء أكثر من مرة، ويشكو عمال وموظفو ميناء المعلا للحاوية أنه منذ استلام مؤسسة موانئ خليج عدن لم يلمس تشغيل الميناء أي جديد على الواقع في تحسين أداء الميناء وصيانة معداته، مشيرين إلى أن الوضع زاد سوءاً نتيجة تهميش المحطة والكوادر التي تعمل بها، والذي أدى إلى تدمير ميناء المعلا للحاويات وخروجه عن الجاهزية، وضياع حقوق العمال. وقال العمال: على الرغم من قرار وزير النقل لتشكيل لجنة لدراسة ومستحقات العمل لدفعها، لكن اللجنة لم تباشر عملها حتى الآن، لافتين إلى أن الوقع يشير إلى مواصلة تدمير الميناء والكادر البشري. وفي ذات السياق خلف الشريك السابق "مواني دبي" أكواما كبيرة من المعدات الخارجة عن الجاهزية والتي مازالت إلى اليوم مرمية في ساحة محطة المعلا للحاويات ولم يتم انتشالها، رغم الاتفاقية الأخيرة التي أبرمت في "تركيا"، ولم تقم الحكومة بأية إصلاحات فالمعدات كثيرة مرمية في ساحة الميناء بشكل عشوائي منها (تنمر) معدة خاصة وحديثة في تناول الحاويات تبلغ قيمتها الشرائية أكثر من ستين مليون ريال يمني بينما كانت بحاجة إلى صيانة لا تزيد تكلفتها عن مليون ريال. ويقع إلى جانب ورشة الصيانة أكوام من المعدات المتنوعة (قواطر ورافعات وكرملات وأشياء أخرى) الخاص بتناول الحاويات، وجميعها أصبحت كوما من الكندم كلفت الميناء ملايين من الدولارات نظير شرائها قبل تسليمه إلى شركة دبي، وأصبحت الآن عرضة لأشعة الشمس والأتربة وربما بفعل هذا الإهمال لم تعد صالحة في استغلالها في أي مجال حتى ولو أجريت لها الصيانة.