حين بدأنا كتابة هذه الكلمات، لم تكن قد توافرت لنا معرفة ما هو رد جماعة الإخوان المسلمين وحزبها، والأحزاب الدينية الأخرى الموالية، على بيان الجيش المصري الذي أكد على ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب خلال 48 ساعة، وما لم يحدث ذلك سيتدخل كما فهمت من البيان.. لكننا نستطيع التنبؤ بطبيعة ردود أفعالهم، وهي تحدي الجيش والتهديد بالحرب ضده، هذا إذا كانوا جادين في التهديدات التي أطلقوها في وقت سابق، وقالوا فيها إن الذين يقفون في وجه حكومة الله كفار يجب قتلهم وقتالهم. لقد وصلوا إلى الحكم وفشلوا في إدارة شئونه فشلا فاضحا، ومن تحت شعارهم"الإسلام هو الحل" أنتجوا مشكلات جديدة أعادت مصر 80 عاما إلى الوراء، ومع ذلك يصرون على الاستمرار في الفشل، ويدافعون عن نهجهم في العنف والاستبعاد والطغيان والكذب، وخبائثهم الأخرى، وكلها عوامل متضافرة جعلت المصريين يكرهونهم، ويثورون ضدهم. إذا قررت جماعة الإخوان وأحزابها تحدي الجيش، فلن يستطيعوا مواجهة أكثر من 14 مليون مصري موجودين الآن في الشوارع، بعد أن ضاقوا بسياسات الجماعة التي أفقرتهم وأهانتهم..لا ندري لماذا لا يشعر مرشد الجماعة، وقيادة الجماعة، وشورى الجماعة، ورئيس الجماعة، وحزب الجماعة، وأحزاب الجماعة، بالإهانة أمام البلد الذي فاض نيله بأكثر من 14 مليون إنسان إلى الشوارع، جميعهم يهتفون "ارحل"، و"يسقط حكم المرشد"؟ لقد قلت في هذا المكان إن حكم المرشد سيستمر في المقاومة إلى حين، مستخدما شتى أساليب العنف، لكن يبدو أن الهزيمة قد حاقت به، وليس لديه كثيرا من الوقت للبقاء أمام الملايين التي ترابط في الميادين.( الميادين التي فيها أكثر من 14 مليون متظاهر يعارضون الجماعة، أطلق عليها خطباء جماعة الإخوان "ميادين السكارى والمخمورين"! مقابل ميدان "المتوضئين".. وهو ميدان رابعة العدوية، حيث أنصار الجماعة وهم قلة). عندما يسقط حكم المرشد، رجاء لا تنسوه.. تذكروا أنه الحكم الذي زاد فيه الفقر في مصر.. رفع دين مصر الخارجي خلال سنة واحدة أكثر من الدين الذي تراكم عليها في 30 سنة.. في سنة واحدة سجن كتابا وصحفيين أكثر من الذين سجنوا خلال 150 سنة مضت.. يصدر إعلانا دستوريا في الصباح، ويلغيه قبل صلاة الظهر.. يعين في اليوم الأول نوابا ومساعدين ومستشارين للرئيس، ويستقيلون في اليوم الثاني.. يعد ويكذب.. نظام الكذب دينه، والإرهاب ملته.. عين إرهابيا يعتبر الآثار أصناما محافظا لمحافظة فيها أكثر آثار مصر!