لدينا– كيمنيين- مخزون سيء من الذكريات.. وكلُّ جماعة تصل إلى السلطة هنا تتفرعن ويصير في اعتقادهم أنهم أسياد هذا الكون.. في حين أنهم، أصلاً، مخلوقات ناقصة ولا تتمتع ببعد النظر والحكمة الكافيين ليروا عواقب ما فعلوه بنا كشعب.. وعلاوة عن كوننا شعباً مبندقاً، ابتليت اليمن- طويلاً- بمجاميع من الأُميين والجهلة الذين حكموها «عفاطة» وأحالوها إلى بلد ميت، وما أسهل عصيان إرادة الموتى إذن. ليس مطلوباً من أحد أن يقدم الغفران لأحد.. لا في السلطة ولا في المعارضة، فكلهم عجينة واحدة، ويعوزنا جميعاً طلب الغفران من هذا البلد العظيم اليمن. هذا البلد الذي كلَّما حاول أن يرفع مواطنيه مكاناً علياً نجد السياسيين "يطرحون أبوه أرضاً"، ونعيش على الدوام في وحل المكايدات والمغالطات واللصوصية التي لا تنتهي. لا أحد يمدُّ يديه إلى جيوب التاريخ- دائماً- ليسرق منه كلَّ لحظة بهاء، تماماً كما يفعل سياسيو هذا البلد. في علم السياسة على أية حال، تلعب الأطراف- في السلطة والمعارضة- دور الخصومة أثناء الانتخابات فحسب، ولا يعيشونها كسلوك يومي.. على عكسنا في اليمن، أننا نعيش الخصومة بحذافيرها، بل ونبحث عنها بمثابرة كمن يبحث عن المجد، لدرجة أصبحت النكاية وأخبار الجريمة والفضائح والتشهير أهم وجبة يومية يسيل لها لعاب اليمنيين، كما وأصبحت حكاية «إدكم القبيلي يعرفك» أهم ما في قاموس معاملاتنا اليومية للأسف! Fekry19