هذا الكلام موجه لقيادات الدولة والحكومة "الكبار".. * المواطن كاتب هذه السطور تعب من قسوة الإحساس بالانتماء إلى بلد يقضي تأريخه في التسول.. ومع ذلك الشكوى مستمرة حيث "ما ينفعك ما معا أخوك"، فكيف عندما يكون الداعم مرابياً خبيثاً أو عدواً يرتدي قبعة الداعم. * أما لو قلتم: وما هو البديل للخروج من جاذبية كوكب التسوُّل فليس أدنى من القول: عند كلِّ بلوى فتش عن الفساد.. وعند كل إعاقة ناقش الأسباب.. وعلى امتداد العثرات والسَّقطات أصلح القادمات. * اعطوا فرصة للتدبر العاقل المحتكم إلى إرادة نافذة مسبوقة بتوجهات وخطط ناجزة.. وأولها إغلاق حنفيات فساد المال العام وضبط الموارد.. استفيدوا مما يحدث في بلاد ليست جميعها تركب الأفيال. * هناك قد يلعب بعض مواطني الدولة بذيولهم في بعض الأمور إلا فيما يتعلق بالضرائب، حيث يا ويل المتلاعب ويا سواد ليله.. لكن شعوب الضرائب تأخذ عائدات التزاماتها الضريبية.. خير ورفاه، وخدمات صحة وتعليم ومعيشة تبرر الصرامة التي دفعت ممثلاً غربياً ضاق من الضرائب فلم يجد وسيلة للهرب غير البحث عن الجنسية الروسية. * وأما و"الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها"، فما أحوجنا في هذه البلاد لطرق كل أبواب الحكمة، حيث لجأت دولة مثل الجزائر الشقيقة لفرض ما يسمى ضرائب "الثروة الناضبة" على الشركات العاملة في النفط التي تنهب اللحمة وتترك العظمة والفتات..!! * ولا مبرر لخوف المرتعشين.. فالضرائب من أعمال السيادة.. وفيها إدراك لما قالوه قديماً "لا خير في معين مُهين"، وهل هناك مهانة أكثر من ألعاب مانحين يجعلون اليمني يردد مع فيروز "ما أنتِ والوعد الذي تعدينني.. إلا كبرق سحابة لم تمطرِ".. * في يومين فقط حصلت ثورة 30 يونيو "المحترمة" في مصر على أكثر من عشرة مليارات جنيه، فيما جماعتنا مشغولون بتركيب جلدة الحنفية والتّستر الأجوف خلف رسائل بروتوكولية ووعود عرقوبية لدولٍ وسفارات تتفانى في تركيبنا موتورات على مدار الساعة، رغم كثرة مؤتمرات المانحين من أصدقاء اليمن!. * لا أريد استخدام أوصاف قاسية، لكن كثيراً من صور تعاطينا مع المسؤولية الوطنية ومع الغير تثير البكاء حتى في بيت العرس.. وتدعو للاعتراف بأن مشكلة اليمن وفقره هي مع الإدارة الفاشلة الفاسدة.. ومع النظرة الدونية إلى الذات في التعامل مع الغير.. وهي أيضاً في أن هاربين من مليارات الضرائب على علاقة حميمية مع كبار رجالات البلد.. بل إنهم صاروا نجوم المال والسياسة ونجوم المجالس والشاشة. * ودائماً.. للحديث فسحة إن كان في العمر بقية.