أكدت مصادر متطابقة الثلاثاء على استقالة المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم من عضوية القيادة الإخوانية، في ضربة جديدة للجماعة التي تعاني انعدام الوزن أمام التحديات الكبيرة. وتعيش جماعة الإخوان المسلمين في سوريا حالة من الضعف لم تمر بها منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من سنتين. وقالت المصادر إن حالة التخبط التي يعيشها إخوان سوريا تقف وراء استقالة سالم، الذي ينظر إليه على أنه شخصية إسلامية معتدلة قادرة على التفاوض والتفاهم. وتحالف إخوان سوريا منذ بداية الأزمة مع قطر وتركيا وتمكنوا من الهيمنة على المجلس الوطني السوري الذي كان يمثل المعارضة السورية في الخارج إلى أن تم توحيد كيانات المعارضة تحت مظلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ومنذ أشهر وفي ظل حالة الجمود التي يعيشها النزاع السوري وعدم قدرة أي من طرفيه على الحسم وكذلك التغيير الذي طرأ على الحكم في قطر، انتقل الثقل من الدوحة إلى الرياض في دعم المعارضة السورية. ومارست الولاياتالمتحدة ضغوطا على قطر لإفساح المجال أمام دور أكبر للسعوديين الذين لا يفضلون التعاون مع الإخوان المسلمين وتمكنوا أخيرا من تسهيل انتخاب أحمد الجربا، الشخصية العشائرية المقربة إليهم على رأس ائتلاف المعارضة السورية. ولا شك بأن الإخوان المسلمين في سوريا خصوصا تابعوا أول خطاب لأمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أواخر يونيو ، متأملين الحصول على إشارة منه حول مواصلة دعم المعارضين الإسلاميين المحسوبين على الإخوان في سوريا. لكن الشيخ تميم لم يتطرق للموضوع السوري بتاتا. وتقول مصادر قريبة من إخوان سوريا أن سالم كان يفكر في الاستقالة منذ فترة "بعد أن باعت الجماعة القضية السورية لصالح لعبة سياسية بين قطر وتركيا من جهة والسعودية والولاياتالمتحدة من جهة أخرى". وأضافت هذه المصادر أن "ابتعاد قطر عن واجهة الدعم للمعارضة السورية أصاب الإخوان في مقتل، وهم الذين كانوا بالأمس على استعداد للمصالحة مع النظام السوري الذي يحاربونه اليوم".