الأزمة التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين كانت استثنائية، فإذا وحدها شكلياً المكاسب في السلطة، والهدف لتحقيق أخونة الدولة، فإن سحب الثقة منها بأصوات أكثر من ثلاثين مليون متظاهر، بينهم مَن انتخب محمد مرسي، ثم تدخل الجيش لانقاذ مصر من الانهيار، فالملايين نزلت إلى الشارع ولا أحد يعلم متى سينفجر الموقف بين التحرير ورابعة العدوية، ناهيك عن التظاهرات المتقابلة في المدن المصرية الأخرى. وبعد زوال السلطة كان من المتوقع أن تتشرذم الجماعة، وأن يخرج منها من يعتبرها المسؤولة عما حدث، وذلك للسياسات الخاطئة. فقد جرى الحديث اليوم عن انشقاق داخل الجماعة، فقد كشفت مصادر مطلعة أن الجماعة تعاني في الوقت الحالي من عدد من الانشقاقات، وذلك بعدما تعالت فى الفترة السابقة، أصوات الشباب داخل الجماعة الذين تمردوا داخلياً على سياسية الإخوان ومكتب إرشادها ومرشدها العام محمد بديع، مطالبين بعودة الجماعة لدورها الإصلاحي والدعوي، كما انتقد شباب الجماعة سياستها فى الفترة السابقة، والتي أدت إلى تراجع شعبيتها. وقد نشرت الصحف المصرية أمس ما يكشف عن ظهور أكثر من حركة من شباب الإخوان المسلمين أعلنت انشقاقها عن التنظيم، ومنها حركة "أحرار الإخوان المسلمين" وحركة "إخوان بلا عنف" وحركة "التوحد"، وعدة حركات أخرى، حيث ظهرت فى البداية جبهة أحرار الإخوان، المنشقة عن الجماعة، بعد أحداث الحرس الجمهوري، والتي حملت كلا من الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة، والداعية صفوت حجازي، مسئولية الأحداث. وقد توالت الانشقاقات داخل الجماعة لتظهر حركة أخرى وهى حركة "إخوان بلا عنف"، لتنسحب من مظاهرات تأييد الرئيس المعزول بميدان رابعة العدوية، مؤكدين فى الوقت ذاته عدم انفصالهم عن الجماعة، وأنهم انشقوا لمحاولة تصحيح دور الجماعة فى الفترة السابقة والعودة إلى العمل الدعوي والإصلاحي، بناء على حديث أحمد يحيى مؤسس الحركة فى تصريحاته ل"اليوم السابع" المصرية. وأكد يحيى أنهم سينزلون إلى ميداني رابعة العدوية والنهضة لجمع توقيعات من أعضاء الإخوان لسحب الثقة من أعضاء مكتب الإرشاد، وعن بدئهم فى طبع عدد من الاستمارات، التى تهدف لسحب الثقة من مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وذلك للمنتمين لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والاستمارة تتكون من: أولاً خانة الاسم، ثم الرقم القومي، ويليها اسم المحافظة، ثم الشعبة والفئة، وأخيراً رقم العضوية. أما حركة أحرار الإخوان المسلمين، التى وجهت لمحمد بديع مرشد الجماعة وصفوت حجازي رسالة قالت فيها "أليس هؤلاء أبناؤكم.. أليس هؤلاء من تربوا ونشأوا على احترامكم، فكيف تجرءون على الإجهاز على حياتهم وأمن وطننا". وأضافت الرسالة "قلتها يا د.صفوت وأشعلت الحماس فى صدورهم، ثم مضيت ولم تتواجد وما تواجد إلا إخواننا يتلقون الرصاص فى صدورهم، واليوم نتجرد منكم وندعو شباب الجماعة كافة للانضمام إلينا، اليوم نعلنكم خارجين عن تعاليم الدين والسنة، ونحملكم دماء إخواننا وكل دماء