الربيع الأمريكي التركي يتحرك عكسياً لنظرية التدافع التلقائي بصورة لا أعرف وجه الشبه بينها وبين الشاحنة التي سقطت على سيارة صغيرة في منطقة نقم فقتلت اثنين من المواطنين داخل سيارة صغيرة .. * وما شهدته وتشهده مصر هو عنوان التدافع التلقائي العكسي رغم الزوابع التي أثارها جون ماكين وكاترين آشتون منذ ثورة 30 يونيو المصرية التي أخذت أيامها صوراً دراماتيكية لم تخرج عن تأكيد ما قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل في أحد أعداد الأهرام سبتمبر 2011م بأننا أمام ربيع عربي موهوم . * ورغم القناعة بأن حسني مبارك باع واشترى في قضايا الأمة واستحق ما هو فيه إلّا أن الحقيقة لم تلغ هذه المفارقة المثيرة التي تشهد مغادرة مبارك محبسه وإطلاق سبيله بقرار لايحتمل الطعن موضوعاً أو حتى شكلاً فيما يتوارد أعداؤه من القيادات الإخوانية ليرافقوا محمد مرسي أيامه العجاف في السجن! * لم تعد مبررات الحبس الاحتياطي لمبارك متوفرة ولا مجال للنيابة في الطعن ليصبح مبارك حراً طليقاً إلّا في الذي تتطلبه حمايته والمحافظة عليه.. وهو ما يمكن اعتباره عنوانا لحقيقة ثلاثة أعوام كشفت الكثير من أوهام داخل كل بلدان الربيع قد تختلف في الملامح والتخوم لكن العمق واحد بدليل كل ما نراه من خيبة الأمل .. * ولقد كانت أكبر رهانات إخوان مصر على الخارج الأمريكي والأوروبي لكن البرجماتية الغربية أفضت إلى مواقف شديدة الشبه بأصبع مرسي التي استنسخها رجب طيب أردوغان إلى أربع تتوسط مربعا افتراضيا شديد الصفرة.. وهكذا تضيع أصبعي النصر أو الشهادة بين أصبع مرسي وأصابع أردوغان. * قادة إخوان مصر في السجن ودول الاتحاد الأوربي تجمع بين إعلان الحرص على مساندة مصر ودعمها في عملية التحول الديمقراطي مع ترك الباب موارباً أمام حق كل دولة من دول الاتحاد ال28 في الامتناع عن تصدير معدات يمكن استخدامها في الجوانب المتعلقة بالعنف .. * لاحظوا العصا عندما تضبط من منتصفها وهي تربط وسطها وترقص للإبقاء على جذوة الصراع بعد أن فشل مسعى إخضاع الجيش المصري لخطة الهدم والبناء * وتستمر الحكاية لتؤكد في كل حلقاتها أن من يمسي متغطياً بالأمريكان والأوروبيين يصبح "عريان" والشاطر من يعتبر..!!