شاهدت الإخواني صفوت حجازي، واستمعت إلى كلامه، فاحتقرت الرجل. قلت: لماذا، قال: طوال أشهر ما سمعنا منه إلا "اللي يرش مرسي بالميه نرشه بالدم"، وإلهاب مشاعر أعضاء الجماعة بالخطب المحفزة على العنف والقتل.. وكان مستبسلا ومشروع شهيد في سبيل الجماعة، ثم بعد القتل والتخريب يحلق لحيته، ويركب سكسوكة، ويتنكر بملابس بدوي ليهرب إلى ليبيا، وبعد القبض عليه يقول إن جماعة الإخوان " بتاعت دم وعنف"، وإنه ليس ضد عزل مرسي، ولا ضد محاكمته، وزاد ينكر انتماءه للجماعة، وينكر خطب القتل والتخريب. قلت: حجازي استخدم المنهج المعمول به لدى الجماعة منذ نشأتها.. منهج قائم على الكذب والخداع والنكران والنكير والتضحية بالأتباع عند اللزوم، بعد توريطهم في الجرائم.. والأمثلة على ذلك كثيرة، ولا تنقطع، ففي عام 1948 كلفت الجماعة عددا من أعضائها بقتل رئيس الوزراء محمود النقراشي، ولما تمت المهمة أنكر المرشد العام للجماعة حسن البنا صلة الجماعة بالجريمة، أو أن يكون القتلة من الإخوان، بل ليسوا مسلمين من أصله، وقال عنهم: "ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين"!. وتولى أعضاء في الجماعة، منهم حسن عبد الحافظ، ومحمد زينهم، اغتيال القاضي أحمد الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة عام 1948، بأمر من عبد الرحمن السندي المسئول عن الجهاز السري للجماعة "النظام الخاص"، ثم خرجت إلى العلن تدين الجريمة، وتتبرأ من القتلة، وتنكر أن يكونوا من الإخوان.. وفي السر استدعى مرشد الجماعة حسن البنا رئيس الجهاز السري وعاتبه.. لم يعاتبه على القتل، بل عاتبه لأنه لم يستأذن منه.. وقال للسندي: لماذا فعلت هذه الفعلة بغير إذن مني، وبغير عرض على مجلس إدارة النظام الخاص؟ وبعد فشل محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، أنكرت الجماعة علاقتها بالجريمة، وتنصلت عن الجاني، وقال المرشد حسن الهضيبي إن هذه جريمة لا يقرها دين، ولا يرضى عنها المسلمون، وإن منفذها محمود عبد اللطيف ارتكب خيانة وطنية عظمى يستحق عقابها! رغم أن الجماعة بعد خلافها مع الزعيم جمال عبد الناصر اتخذت قرارا نهائيا باغتياله، واختارت المكان والوقت، وزودت محمود عبد اللطيف بسلاح الجريمة، وسوغت له القتل. وقلت لزميلي: حجازي حرض على العنف والقتل، واشترك في احتجاز مواطنين وجنود وتعذيبهم، ويعرف أنه مذنب، ولذلك لجأ إلى منهج الجماعة.. ولا تستغرب لو سمعت أن محمد بديع أنكر أن يكون المرشد العام للجماعة.