قال فخامة الأخ رئيس الجمهورية في خطابه الأخير إنه يوجد في اليمن قرابة خمسة ملايين شاب عاطل عن العمل، والرسائل الإخبارية الحكومية تخبرنا بشكل دؤوب: أمريكا تؤكد دعمها ووقوفها مع أمن واستقرار ووحدة اليمن! . الحوثيون والسلفيون "يتنادفوا" في دماج.. الحوثيون وعيال الأحمر يتنادفوا في حرف سفيان، وبريطانيا تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن. . الإصلاحيون "الإخوان" يتعالون على خصومهم السياسيين في المؤتمر وفي المشترك وفي الحراك وفي صعدة ويمارسون الإقصاء على الجميع تماما كما فعلوا أثناء الثورة الشبابية مع شركائهم في الساحات، مسوقين أنفسهم لكأنهم وحدهم فقط أصحاب فضيلة وبقية الفصائل الأخرى أولاد شوارع، والرسائل الإخبارية ذاتها لازالت –الله يبارك بها- "تنبع لنا في كل حين لتطمئننا: ألمانيا تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن" . . الجماعات المسلحة التي ترك لها المجال للهو والعبث في تعز أثناء الثورة السلمية (حلوة هذه السلمية)، باتت تفزع الناس هناك وتمارس القتل في مشهد لم تألفه تعز من قبل أصلا، والرسائل الإخبارية ذاتها تقول لنا: ألمانيا تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب وحدة اليمن وأمنه واستقراره! . الحديدة تغرق بالمجاري، وحضرموت باتت تبترع على أصوات الرصاص واغتيال متكرر لضباط في الأمن والجيش، والدول الراعية للمبادرة الخليجية تؤكد دعمها لأمن واستقرار اليمن! . حتى إذا زارنا هذه الأيام وفد من الصومال الكسيح ستتحفنا الرسائل الإخبارية الحكومية بأخبار على نحو: الصومال يؤكد دعمه ووقوفه إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن! يعني "جني نبع فوق مخلوس". . وأمريكا تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن! . مسكينة هذه اليمن، لقد أحالها "حمران العيون" لكأنها أرملة كسيرة تجلس على قارعة الطريق العام لاستدرار مشاعر الشفقة من قبل كل المارين من هناك. مطمئنة أنها ستعود في آخر المساء بحصيلة جيدة من الموارد التي ستجعلها تعيش يومين "تمشي حالها يومين"، على اعتبار أننا أصلا نعيش حياة سفري لا خطط ولا مشاريع ولا أم الجن. . بالتأكيد هذا فعل مهين لكن الأكثر مهانة منه هو أننا –كشعب ودولة – صرنا نبدو لدى العالم بهذا الشكل المثير للشفقة، وحكومتنا الموقرة ما شاء الله عليها لا تزال "موسحة" في ذات المكان وكلما اشتدت بها وباليمنيين المحن تنبع لنا بنفس تلك الرسائل: زعكمة بنت سعود تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب أمن واستقرار اليمن، لكأنها تطمئننا "سعليكم ياعيالي.. ورانا رجَاله!". . ناقص بس يطمئنونا بأن الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظات الجمهورية مؤخراً أكدت دعمها لوحدة وأمن واستقرار اليمن! . طيب حلو.. العالم كله يؤكد دعمه لأمن واستقرار ووحدة اليمن، ناقص بس اليمنيين –أنفسهم– يؤكدون ولو لمرة واحدة فقط وقوفهم إلى جوار وحدة وأمن واستقرار اليمن!، أما "سعليكم" هذه تعبنا منها وما عد تخارجش أبداً. [email protected]