في تصريح أخير للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية , يدعو اليمنيين للكف عن الاقتتال المذهبي..! بدت المتحدثة الأمريكية أكثر فقها من بعض متفقهي اليمن !! فهي لم يرد في خطابها مفهوم الطائفية ؛ بل عبرت عن الصراع المحتدم في شمال الشمال في اليمن _ الذي يبدو ظاهريا بالديني_ عبرت عنه بمفهوم المذهبية !! وهو التعبير الأكثر دقة ؛ لأن شيعة اليمن وسنته ليسوا طوائف ؛ بل هم مذاهب !! والفرق ين الخلافات المذهبية والطائفية _ كما يقول أهل العلم_ هو أن الطوائف يكون خلافها في ما هو معلوم من الدين بالضرورة ؛ من الثوابت , كأركان الإيمان في العقيدة , والفرائض الخمس في العبادات ..! أما الخلاف المذهبي فلا يتجاوز المسائل الفرعية ..! والخلاف بين شيعة اليمن وسنته ليس خلافا في الثوابت , والأصول , بل هو خلاف في الفروع , فهو لا يعدو كونه خلافا مذهبيا ؛ والخلاف المذهبي لا يسوغ الاقتتال , ولا يبيح الدماء , والأعراض, والأموال ..! فما بال بعض قومنا لا يكادون يفقهون حديثا ؟؟!! يرجع ذلك كله للجهل ؛ وهو آفة الأمم , ومعول هدمها الأول .!! والجهل بمبادئ , وبديهيات الإسلام مثبت, وشائع بين شتى طبقات مجتمعنا ,بدءً من الإنسان العادي , ذي الأمية البسيطة , وانتهاءً بذلك المثقف , الأكاديمي ,ذي الأمية المركبة ..إلا ما رحم ربي ..!! وقد أدى هذا الجهل الفكري , والديني إلى مفاسد عظيمة..! أشدها فتكا وإفسادا ظهور مسلك التكفير , واستباحة المعصوم , من دماء , وأعراض ,وأموال المسلمين بأدنى شبهة..!! وكذا تفشت مظاهر التباغض , والتناحر بين فئات شتى من المجتمع , خاصة فئة من يسمون أنفسهم "بالمتدينين " ! وكل ذلك شكل بيئة خصبة لزارعي الشقاق , ومثيري النزاع , ومشعلي الفتن في وطننا الجميل ,لأغراض في أنفسهم لا يعلم كنهها سوى الله جل وعلا !! ويحمل مسؤولية الجهل بمثل هذه المسلمات من ديننا السمح _ بالدرجة الأولى_ العلماء والدعاة والخطباء ..ثم مناهج وزارة التربية والتعليم الشبه خالية من ثقافة الفكر الإسلامي الوسيط , المصلح لاعوجاج العقول !! ونطالب جميع هذه الفئات المؤثرة بإعادة النظر في خطابهم , ومناهجهم للخروج بأدوية ناجعة لهذا البلاء , والوقوف وقفة جادة _ لله تعالى_ لسد هذه الثغرات الفكرية الفقهية , والتي إن نجحنا في سدها سوف نغلق بابا عظيما للفتنة , ونرد شباب الأمة المتحمس لنصرة الحق إلى جادة الصواب ؛للانتهال من معين الحق الصافي ؛ فتشفى عقولهم , وقلوبهم من علل الجهالة ؛ فيؤوبوا إلى رشدهم , ويفرغوا طاقاتهم في أداء رسالتهم المحورية ؛ بالقيام بمهمة الاستخلاف في الأرض , بعمارتها , وصناعة نهضة شاملة حقيقة لوطنهم , ودينهم وأمتهم !