سبق وقلنا وكررنا بأنه لابد من إنتفاضة شعبية في العاصمة عدن لتجتث تلك العصابات الإجرامية المسلحة التي تمارس الإنتهاكات في العاصمة عدن وماتقوم به من مداهمات لمنازل المواطنين الآمنين فتنتهك أعراضهم وتكشف عوراتهم، والمحزن في الأمر أن تلك العصابات تحمل صفات ومسميات رسمية في الدولة، فالحزام الأمني يتبع قوات إماراتية وهي إحدى دول التحالف، وقوة مكافحة الإرهاب يتبع لإدارة أمن العاصمة عدن لصاحبها شلال شائع . بدأت كل تلك الإنتهاكات بعد تعيين عيدروس الزبيدي وشلال شائع في منصبيهما في السلطة المحلية في عدن كمحافظ للمحافظة ومدير أمن المحافظة كما أسلفنا، وهذين الرجلين لم يستقدما من الجنس البشري بل إستقدما وحوش على هيئات آدمية، وأنشأَ معسكرات خاصة بهما بدعم إماراتي، وهذه الأخيرة أنشأت حزام أمني وأيضاً لم تذهب بعيداً عن زعيمي العصابات المخلوع المارق عيدروس الزبيدي والزنديق المارق شلال شائع، فإستقدمت وحوش بشرية بمساعدة ذلكما المارقين عيدروس وشلال . عملت تلك القوات الوحشية على العبث في العاصمة عدن وعلى ترويع أبنائها وأبناء المحافظات المجاورة من خلال مداهمات للمنازل وكشف عورات النساء والتنكيل والإختطاف القسري في سجونهم السرية، وكانت تُسلَك كل تلك الإنتهاكات بحجة محاربة الإرهاب، وسلوكها هذا لا يختلف عن سلوك المليشيات الحوثية ويكاد يكون تعداه بمراحل، فالمليشيات الحوثية أعلنت الحرب ضد الجنوبيين بحجة محاربة الدواعش، مما يوحي لنا بأن هؤلاء جميعاً يعملون في كيان واحد، وبلا شك أن هذا الكيان هو دولة إيران الفارسية . قبل أمس كان هناك حدث مؤلم جداً بحيثياته آلمنا جميعاً وأحدَثَ في نفوسنا جرح عميق لا يندمل إلا بالقضاء على كل تلك القوى الظلامية التي عبثت وتعبث بحياة أهلنا في العاصمة عدن، فما حدث تداعى له كل أبناء عدن حينما قامت عصابة مسلحة تسمي نفسها قوة مكافحة الإرهاب بإقتحام منزل في حي عمر المختار بعد أن حطموا باب المنزل بحثاً عن شاب إسمه حذيفة . كان المنزل عبارة عن مسكنين وكان مدخل المسكنين عبارة عن باب واحد يؤدي إلى حوش ثم بابي المسكنين، فبمجرد أن حطموا باب الحوش إنقسمت القوة العسكرية إلى فريقين.. فريق حطم باب المسكن الخاص بالشاب حذيفة ودخل الفريق إلى المسكن ثم دخلوا غرفة نوم حذيفة وهو نائم وزوجته وكانا يرتديان ملابس النوم وسحبوه وكان مرتدياً معوز وبدون ساتر بغطي جسده، وأبوا أن تتغطى زوجته لستر عورتها، فكان يصرخ ويقول: إتقوا الله في عرضي . وفي هذه الأثناء كان الفريق الآخر قد حطم باب مسكن والد حذيفة ودخل أفراد القوة وإقتحما غرفة والدي حذيفة وسحبوهما إلى الصالة، بينما أخت حذيفة الساكنة مع والديها كانت في الصالة أثناء المداهمة فذعرت وهربت إلى غرفتها وأغلقت الباب، ثم قامت هذه القوة بتحطيم باب الغرفة وقام أحدهم بسحب البنت من يدها بالقوة أمام مرأى ومسمع من والديها حتى أوصلوها للصالة، وكان أبوها حذيفة يصرخ ويقول: عرضي يا ناس عيب عليكم . وفي هذه الأثناء أيضاً جاء الفريق الأول ومعه حذيفة وجمعوهم كلهم في الصالة، فقاموا بضرب حذيفة أمام والديه وزوجته وأخته وكانوا يسبون بألفاظ بذيئة لا يقولها مسلم، ثم أخذوا حذيفة للخارج، وهنا إرتفع ضغط والد حذيفة فخرج للشارع يصيح وتجمع سكان الحي وإنتفضوا جميعاًضد هذه العصابة الإجرامية التابعة لمدير الأمن، ولكنهم لم يتمكنوا إلا أن يغتنموا أحد أفراد العصابة المسلحة بعد أن وقع من الطقم الذي فر هارباً وإحتجزوه لديهم . وتوالت الأحداث بعد إنتفاضة سكان حي عمر المختار، فذهب فريق إلى قسم شرطة الحي وفريق آخر ذهب إلى نقطة أمنية تابعة لإدارة الأمن وإشتبكوا معهم بالسلاح وإغتنموا منهم البعض وباقي الأفراد سابقوا الريح . بقية الأحداث أضن بأنها لا تخفى على أحد، إنما الرواية التي يتداولها أبناء الحي بأن عم حذيفة قام بإتصال هاتفي مع مدير الأمن وشرح له الموقف فكان رده بأنه سيحقق في الأمر وأغلق الخط، مع العلم بأن الشاب حذيفة أحد السلفيين المعتدلين يعمل في محل يمتلكه، وكان بإمكان هذه العصابة الإجرامية أن تأتي للمحل وتعتقله دون كشف العورات وإنتهاك الحرمات، وماغص في نفسي بأن والد حذيفة كان يردد قائلاً : لو كانوا قتلوا حذيفة أهون لي بأن يكشفوا عوراتنا . وكما هي العادة لم تحرك حكومتنا ساكناً ولم تتخذ أي إجراء تجاه هكذا إنتهاكات، فتترك الفوضى العارمة تسيطر على الشارع وكأننا في غابة نعيش شرعيتها.. القوي فيها يلتهم الضعيف، ولا تنتفض الحكومة إلا في حوادث الحرائق فقط، فكما رأينا من سابق في حادثة حريق سيارة مدير عام الكهرباء حينما أمر رئيس الوزراء بفتح تحقيق حول هذه الجريمة، ثم رأيناه أيضاً يأمر بفتح تحقيق حول حادثة إحتراق السفارة الصينية في عدن، أما أنت يا مواطن لا علاقة لنا بك إن أُنتِهَكَ عرضك أو كُشِفَت عورات محارمك أو سُلِبَت حقوقك.. فالأمر سيَّان بالنسبة لنا . علي هيثم الميسري