فرض الحوثيون اليوم الجمعة خطبه في أغلب مساجد أمانة العاصمة ذات مضمون واحد موجهة بدرجة أولى للمؤتمريين الموالين لحليفهم صالحوالذين اسمهم عبدالملك الحوثي مؤخرا بالطابور الخامس . ووجه الحوثيون في خطبهم المفروضة رسائل غير مباشرة للمؤتمريين من خلال دعوة المصلين للاستجابة لما أسموه "داعي الجهاد ضد العدوان" محذرين من الانصياع لأوامر حزبية معتبرة ما تسميه الجهاد ضد العدوان واجبا دينيا غير محصور بطائفة معينة أو حزب معين.. كما أشار خطباء حوثيون لما أسماه عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير "الطابور الخامس" محذرين منهم ومن خطرهم في تفتيت جبهتهم الداخلية. ورأى مراقبون أن هذه التعبئة في المساجد تأتي استباقا لأي احتمال بتوجيه قيادة حزب المؤتمر بالمحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين توجيهات لمنتسبي الحزب ومناصريه خصوصا في الحرس الجمهوري والمشايخ القبلية بالتمرد على قرارات وتوجيهات القيادات الحوثية في جبهات القتال، معتبرين أن إطلاق مصطلح "الطابور الخامس" وترديده في المساجد ووسائل الإعلام يعد تهديدا غير مباشرا للمؤتمريين الرافضين الانصياع لتوجيهات الحوثيين ولجنتهم الثورية ومندوبييها في المؤسسات الحكومية والمحافظات.. وكان تحالف الانقلاب قد اتفق على إلغاء لجنته الثورية وإحلال مجلسا سياسيا بديلا عنها إلا أن الحوثيين انقلبوا على حليفهم مؤتمر صالح وأعادوا لجنتهم الثورية التي لم تكف عن تدخلاتها في إدارة شؤون المحافظات الخاضعة لسيطرتهم وفقا لناشطين وقيادات مؤتمرية. وبدا هذا الانقلاب على السطح في خطاب الحوثي الأخير ومحاولة جماعته فرض "قانون الطوارئ" الذي يهدف لإلغاء العمل بالدستور وشل حركة برلمان الانقلاب وإقصاء المؤتمر من السلطة بحسب تصريحات قيادات مؤتمرية من بينها د.عادل الشجاع (عضو لجنة المؤتمر الدائمة) والمسوري محامي رئيس الحزب علي صالح. وفي ذات السياق قال مصلون في عدد من مساجد مديرية بني الحارث إن مسلحين حوثيين قاموا بعد صلاة الجمعة بتوزيع ملازم لحسين الحوثي على المصلين وتحريض أطفال لأداء "الصرخة" داخل المساجد قبيل إقامة الصلاة مما أثار حفيظة وغضب الكثير من المصلين واعتبروه تحريضا طائفيا خاطئا لا يمت لقيم اليمنيين ومعتقداتهم بصلة. وبرر المصلون استنكارهم لتصرفات الحوثيين بأن المساجد لذكر الله وليست للشعارات الطائفية والتعبئة العنصرية المقيتة، داعين لوقف هذه التصرفات الغريبة على الشعب اليمني الأصيل. وعلق بعض المصلين قائلين: " يصرخون في المساجد "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" وكأننا نحن المصلين أمريكا وإسرائيل!!". وتعمل المليشيا الحوثية على تحويل المساجد إلى منابر سياسية طائفية تستغلها لفرض معتقداتها وحرف رسالة المسجد عن طريق إحلال خطباء موالين لها وفرض خطب معينة تأتي من كهوف مران ومكتب الجماعة السياسي منذ سقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.