صعد هاشتاج برنامج #معالي_المواطن إلى الترند، بعد أن فتح ملف المضطربين في الهوية الجنسية، ذلك الاضطراب النفسي التي يعاني منه بعض الأشخاص، فيجعله في حالة قلق من جنسه ويميل للجنس الآخر، ويشخص أحيانًا كمرض نفسي أو مرض عضوي يحتاج المصاب به لعلاج نفسي، وهي حالات نادرة يصاب بها الإنسان في بطن أمه؛ فلديه هرمونات تميل للطرف الآخر، فالهرمونات الزائدة أثناء تشكّل الجنين تجعل المخ يأخذ بصمة غير بصمة الأعضاء التناسلية. وطالَبَ الاستشاري النفسي علي زائري، أثناء حديثه أمس، بتحديث الفتاوى الشرعية طبقًا للمعلومات العلمية الجديدة، فكل الفتاوى الموجودة بالدول العربية تُجمع على تحريم تغيير الجنس؛ مشيرًا إلى أنه "لا ينفع أن نرتكز على فتوى لها عشرين سنة، فحينها لا توجد أبحاث". وذكر علي العلياني في بداية الحلقة، أنه "لا أحد يتشفى ويشتم، وإذا أردتم اللعن الْعنوني أنا؛ فهؤلاء لم يختاروا قَدَرهم، ومن يتشفى يخاف الله فقد يقع على أبنائه". وقال الاستشاري النفسي علي زائري: "المرض ظهر قبل أربعين سنة وصُنّف باضطراب الهوية الجنسية، وهذا المسمى سَبّب لهم مشكلة، فعندما تُرجم بدأ بعض مَن لا يعرف يعتقد أن هذه فئة شاذة ولديهم أمراض جنسية، وهذا جزء من معاناتهم، ثم تداركوا وأسموْه تعاسة الهوية". وقالت إحدى المصابات، وتدعى "نايومي" ومسجلة في بطاقة الأحوال "ذكر": "كنت حاسة إني أنثى، وكنت أعرف هذا الشيء، لكن لا أعرف اسمه، وقرأت عن المرض وحاولت الانتحار لأني يئست من المجتمع والأهل، وفي البدايات أقنعت نفسي بأني ذكر، وارتديت الثوب، وذهبت للمسجد، وزرت أطباء نفسيين، وكثير منهم يقول أنتِ لا تصلين لو صليتي لن تشعري بهذا". وذكر "محمد" ومسجل بالهوية الوطنية ك"أنثى": "اكتشفتُ هذا من مراحل مبكرة، وعملت فحوصات، وأفادوني أن كل شيء سليم؛ حتى راجعت طبيبًا نفسيًّا وأخبرني أني مصاب باضطراب الهوية؛ لكن مع الأسف لم يكتب توصياته، وأفكر بالانتحار طوال الوقت". وكانت "سبق" قد تواصلت سابقًا مع الجراح السعودي البروفيسور ياسر صالح، استشاري الجراحة بكلية الطب والمستشفى الجامعي بجراحة الأطفال والتجميل ومناظير الجهاز الهضمي والبولي والتنفسي والرئيس السابق لمركز تصحيح وتحديد الجنس بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقال: "ملخص مشكلة التداخل في تحديد الجنس؛ تعريفها هو أنها حالة يحدث فيها تعارض وتناقض بين أحد مستويات تحديد الجنس وباقي المستويات، أما عملية تحديد الجنس فيكون بالكروموسومات وبالغدد الجنسية وبالأجهزة التناسلية الداخلية والخارجية؛ فإذا وجد أي تناقض بين أحد هذه المستويات والمستويات الأخرى تسمى هذه الحالة تداخل الجنس". وأضاف: "يكون هناك الخنثى الكاذب الذكري، وهذه الحالة قد تكون الأجهزة التناسلية الخارجية شاذة في طفل ذكر، وقد تبدو أقرب إلى الجهاز الأنثوي، أما الخنثى الكاذب الأنثوي فعكس الأولى بجهازها التناسلي.. وهناك الخنثى الحقيقي، وهنا قد يملك الشخص جهازًا شاذًا، ولديه مبيض وخصية في الوقت نفسه، وهنا يصحح الجنس إلى الجنس الأقرب له بما يملك من مواصفات جسدية متوافقة مع مستقبله من حيث القدرة الجنسية ومراعاة رغبة الشخص وميوله". وبيّن: "الخلاصة في الحالتين الأوليين، أنه لا بد من تدخل تصحيحي إما بالجراحة أو بالهرمونات، وفي عمليات تصحيح الحالات الثلاث لا بأس بها؛ إذ إن حالات (الخنثى) بأنواعها تُعاني غموضًا في الأعضاء التناسلية، وهذا له أسبابه مثل تعاطي الأم الحامل بعض العقاقير والهرمونات التي قد تؤثر في مسار نمو الأعضاء التناسلية". ونبه "الصالح" إلى "ما يسمى فقدان الهوية وتغيير الأنثى إلى ذكر وهي تملك جسديًّا كل مقومات جنسها، أو ذكر ويمتلك مقومات الذكورة؛ فهو محرّم؛ لما له من تَبِعات بالزواج؛ فإذا تَحَوّل ذكر إلى أنثى ثم تزوجت هذه الأنثى (الذكر المحول) أليس هذا زواج رجل برجل؟! وأليس محرمًا والعكس مثله؟". وقال: "كذلك بالميراث، فإن تغيير الجنس يغير ميراثه، وإذا كان الرجل المُحَوَّل إلى أنثى هو الذكر الوحيد بالعائلة، أليس في ذلك تغيير لميراث جميع الأسرة؛ وذلك بالحجب في الميراث بوجود الابن، وينتقل ميراث هذه الأسرة من أصحاب الفرائض إلى العصبة من غير أصحاب الفرائض عند عدم وجود الابن، وكذلك تغيير الجنس يغير الواجبات الشرعية من صيام وصلاة.. إلخ". واستدرك: "هذا التحول المحرم يوجِد لدينا جنسًا ثالثًا بالمجتمع، وهي الأنثى الصناعية التي قد تصلح للممارسة الجنسية، لكن لا تحمل لعدم وجود مبايض وأرحام؛ أما الأنثى المتحولة لذكر فقد تحولت شكلًا فقط ولا يمكن أن تخصب كرجل". واختتم: "حالات الانتقال من جنس إلى جنس أو التحول محرمة شرعًا، وحرمها المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي؛ فالمتحول يظل حبيس فكرته هو، مجرد شعور نفسي وعقلي، فتتكرس لديه فكرة التحول رغم أن تكوينه البيولوجي والفسيولوجي والهرموني يقول إنه ذكر، وأغلب المتحولين لا يستمرون في الحياة وأغلبهم يُقدِم على الانتحار".