نحن شباب الثورة السلمية التي انطلقت شرارتها في الحادي عشر من فبراير المجيدة على اختلاف مشاربنا السياسية والفكرية والثقافية، نؤمن اليوم بأن الظرف التاريخي أصبح ملحاً لأن نحدد أرضية ننطلق منها وتؤسس لمبادئ الثورة التي تدخل اليوم منعطفاً خطيراً، ولوعينا المتجاوز بظروف هذه المرحلة، فإننا وقفنا على هذه المخاطر وأدركنا ضرورة أن نتجاوز كل اختلاف فكري، أو سياسي أو ثقافي وأن نقوم بمسئوليتنا كاملة، يوحدنا الهم الثوري الواحد، والحرص على إنجاح الثورة السلمية، وتحقيق مبادئها العادلة والسير فيها إلى بر الآمان، وحتى لا تتجاذبها رياح السياسة المتغيرة، ولا تدخل القوى الخارجية أو إملاءات قوى بعينها، فإننا نجدد على استمرارنا بالعمل الثوري السلمي ورفضنا للمبادرة الخليجية التي تجعل من هذه الثورة مجرد أزمة سياسية بين متخاصمين ومتنازعين على السلطة، ولإدراكنا أن الثورة هي عملية تغيير جذري للواقع اليمني على مختلف الأصعدة، وإعادة بناء الإنسان اليمني الذي عاش الظلم والاستبداد والقمع والتنكيل، والإفقار والتهميش، وتجريف الوعي على مدى أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً، مورس فيه كل أشكال الهدم للفرد اليمني، بل وسعى النظام على امتداد تاريخ اليمن المعاصر بطمس الهوية اليمنية الوطنية، وانتقص من سيادة الوطن أرصاً وإنسانا.. ولكل تلك الأسباب التي من أجلها انفجرت الثورة، فإننا نقسم اليوم على دماء إخوتنا وأبنائنا وبناتنا وأمهاتنا وآبائنا الذين استشهدوا في هذه الثورة بأن لا نخون دماءهم الزكية، ولا نضالاتهم السلمية، وننتصر لثورتنا ولقيمنا ومبادئنا التي صغناها، وأن نظل في ساحتنا حتى تحقيق هذه الأهداف والمبادئ كاملة وغير منقوصة وهذه وثيقة شرف منا والتي عاهدنا أنفسنا على تحقيقها : الأهداف: 1. إسقاط النظام السياسي الدكتاتوري العسكري القبلي الأسري وكل أركانه، وإسقاط منظومته الثقافية القبلية الرجعية المتخلفة التي كُرست على مدى أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما. 2. بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة قائمة على الحرية الفردية والسياسية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والمواطنة المتساوية القائمة على مبدأ تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة. المبادئ:- 1. رفض أي شكل من أشكال التسوية السياسية التي تهدف إلى إفراغ الثورة اليمنية السلمية من مضامينها. 2. عقد مؤتمر يضم كافة القوى الوطنية لتهيئة المناخ السياسي في المرحلة الانتقالية بما يفضي للانتقال للدولة المدنية الحديثة التي قامت من أجلها الثورة. 3. حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً بما يرضي أطرافها من خلال عقد مؤتمر حوار وطني شامل ويحدد آلياتها وفق توافق سياسي يشمل كافة الأطراف. 4. تشكيل جمعية وطنية لصياغة وحماية الدستور يشكلها مكونات العمل الثوري والسياسي وتضم خبراء في التخصص على أن تكون المرأة ضمن عضويتها . 5. هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس وطنية وبناء عقيدة عسكرية ذات بعد وطني يمكنها بالقيام بواجباتها المتمثلة بحماية البلاد ومصالح الشعب العليا، وعدم إقحامها في أي صراع سياسي قبل الشروع بأي عملية تحول سياسي ديمقراطي. 6. تحقيق عدالة الثورة برفض كل أشكال الحصانة القانونية والسياسية بما يمكن من محاسبة كل من تورط بارتكاب جرائم ضد أبناء الشعب اليمني في كل الحروب التي خاضتها البلاد وأثناء الثورة الشعبية السلمية، ومحاكمة كل من استفاد من المال العام بطرق غير مشروع وإعادة الحقوق لأصحابها. 7. تكريم الشهداء الذين سقطوا في الثورة السلمية واعتبارهم شهداء واجب، وتعويض أسرهم، ومعالجة الجرحى، وكذلك تعويض كل ضحايا النظام في كل الحروب التي شنها على الشعب منذ 78م وحرب 94م وفي حروب صعدة الستة. 8. رفض الوصاية السياسية والاجتماعية والدينية والقبلية والعسكرية على الثورة، أو اختزالها في أشخاص و كيانات بما يخالف مبادئ وقيم وروح الثورة. 9. الحفاظ على القيم الثورية المتمثلة بالحرية والعدالة، الكرامة، واحترام العمل الجماعي، والتنوع، والمساواة، والتعددية، نبذ العنف وتعزيز قيم الاختلاف واحترام الآخر . 10. التأكيد على حق المواطنين في التغيير السلمي، والتعبير عن آرائهم وخياراتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بوسائل العمل المدني كالمسيرات والمظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني، ومختلف أشكال العمل السلمي وآليات التعبير عنه، دون أن يكون لأي جهة تعطيل هذه الحقوق، بأي شكل من الأشكال ويعتبر أي فعل أو تشريع يعطل هذه الحقوق جريمة دستورية توجب محاكمة مرتكبيها والمحرض عليها سياسياً وجنائيا وفقا لعقوبات يصدر بها قانون . 11. رفض وإدانة جميع أشكال الإرهاب السياسي والفكري والديني والاجتماعي المحلي والخارجي وتقديم كل من تورط بأعمال الإرهاب والعنف للمحاكمة. 12. إنهاء عسكرة المدن، وسحب المظاهر المسلحة وأي استحداثات أمنية وإنهاء التشكيلات والمجامع المدنية المسلحة من قبل السلطة والأطراف الأخرى وتفعيل قانون منع حمل السلاح داخل المدن والأرياف كظاهرة تعيق التحول إلى الدولة المدنية الحديثة. 13. استمرار البقاء في الساحات كضامن رئيس حتى تتحقق أهداف الثورة كاملة. 14. نشر ثقافة التسامح وتجريم العنف والكراهيه وسياسة الإفقار والاخلال بالفرص المتساويه وتعزيزمبدا الشراكه بالسلطه والثروه. 15. كفالة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة وتمكينها من المشاركة في كافة حقوق المواطنة. 16. بناء مجتمع مدني حقيقي يستمد قوته من قيام مؤسسات مدنية مستقلة عن هيمنة السلطة، وقادرة على تمثيل مصالح منسبيها والدفاع عنها. 17. التزام الدولة بسن تشريعات وقوانين وطنية متوائمة مع كافة مواثيق حقوق الانسان والصكوك الدولية. 18. إنشاء هيئة رقابية شبابية خلال الفترة الانتقالية لضمان مراقبة تحقيق أهداف الثورة. 19. احترام المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والإقليمية بما لا يخل بحقوق وثروات اليمن كدولة ذات سيادة كاملة ورفض كل الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي ابرمها النظام، والتي أضرت بالوطن أرضاً وإنسانا. 20. معالجة أوضاع الأقليات والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصه بما يمكنهم من حياة كريمة ودمجهم في المجتمع ليكونوا قوة فاعلة على ان تكون هذه من أولويات الثورة. 21. منع أي مجلس تشريعي من إصدار أي قوانين تلغي أو تحد من حريات المواطنين في التعبير عن أنفسهم. 22. ضمان حق كل مواطن في الحصول على المعلومات وتحصيل المعرفة من مصادرها دون أي إعاقة. 23. ضمان حق الأفراد والأحزاب والمنظمات والمؤسسات في امتلاك الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة(الأرضية، والفضائية) المقروءة والالكترونية بمجرد إخطار بالطلب للجهة المختصة. 24. ضمان حرية الصحافة ووسائل الإعلام وحضر ممارسة الرقابة عليها أو وقفها، او إلغاءها بالطريق الإداري، وجعل القضاء وحده المختص بمراقبة أدائها بناء على دعوى من صاحب مصلحة، وإلغاء وزارة الإعلام وإنشاء هيئة مختص تحقق استقلالية الإعلام. 25. للصحفيين حق الحصول على الأنباء والمعلومات طبقا للأوضاع التي يحددها القانون، ولا سلطان عليهم في عملهم لغير القانون. صادر عن شباب ساحة الحريه – تعز 26 /11/2011م