يبدأ الصحفي سعودي حديثه بالقوك : " جميل " ، عامل طلاء يمني بسيط ، قبل خمس سنوات تعرفت عليه بالصدفة وطلبت منه أن يدهن لي شقتي ، حين رأى مكتبتي أخذ يتأملها بعناية ، وعندما وجد فيها كتبا للزبيري ، والبردوني ، والمقالح بدا سعيدا جدا ، حين انتهى من العمل ، منحته أجرته كاملة ، بيد أني فوجئت به يعيد لي نصفها تقريبا وهو يقول مبتهجا وراضيا : من يعرف أدباء بلدي يستحق مني معاملة خاصة .. قبل أيام طلبت منه أن يدهن بعض الغرف في الفيلا الجديدة ، وعندما أعطيته أجرته فوجئت به يعيد لي مبلغا منها زاعما أنني أكرمته أكثر من اللازم ، وهنا قالت له " أم محمد " : هذا المبلغ هدية مني لطفلتك الصغيرة ، فتقبله بخجل واضح .. يتابع الصحفي والشاعر السعودي سرد حكايته مع العامل اليمن : هنا اتصل جميل بزوجته في اليمن كي يعرفها على زوجتي التي قالت بعد الحديث إليها إن زوجة " جميل " كانت في غاية اللطف والذوق والرقي .. بعد أسبوع فوجئنا بها ترسل لنا على سبيل الهدية – من " المحويت " في اليمن السعيد – سمنا وبنا وعسلا … الله ! ما أجمل هؤلاء الناس ! .. حقا ، إن على هذه الأرض ما يستحق الحياة ..