أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن المملكة افترضت بعد إطلاق 6 قذائف هاون على إحدى المراكز الحدودية (شمال السعودية) حُسن النية. وأوضح في مؤتمر صحافي، الأربعاء، أن السعودية اعتبرت حينها تلك القذائف ناتجة عن تمارين عسكرية أو خلافه، حتى اتضح عكس ذلك. وكانت السعودية أعلنت يوم الخميس الماضي عن سقوط 6 قذائف مورتر بجانب مركز حدودي قرب الكويت، دون أن ينتج عن ذلك أي إصابات. وصرّح الناطق الإعلامي لحرس الحدود السعودي، العميد محمد الغامدي، حينها، بأنه رصد ظهر الأربعاء سقوط 6 قذائف هاون في منطقة غير مأهولة بالقرب من مركز العوجاء الجديد بقطاع حرس الحدود بحفر الباطن بالمنطقة الشرقية، دون أن يسفر ذلك عن أي أضرار. وأفاد الغامدي بإجراء اتصالات مباشرة مع قوات حرس الحدود بدول الجوار لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد مصدر إطلاق القذائف، والعمل على منع تكرار هذا الحادث. وفي وقتها قال مسؤول عراقي، الخميس، إن قوات الأمن العراقية لم تطلق أي صواريخ أو قذائف باتجاه الحدود مع السعودية. وأكد جبار السعدي، رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة البصرة القريبة من الحدود السعودية، أن السلطات تحرّت الأمر مع مسؤولي الحدود، وأنهم أبلغوها بأنهم بدأوا تحقيقاً مع جميع القوات المنتشرة هناك. من جانب آخر تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بالعمل على إلزام إيران بالاتفاق المرحلي المبرم حديثا بشأن برنامجها النووي, وبالسعي إلى اتفاق شامل يبدد مخاوف دول غربية وإقليمية بينها السعودية. وقال البيت الأبيض إن أوباما أكد، في اتصال هاتفي أمس، مع الملك عبد الله أنه سيكون من المهم أن تنفذ ايران تعهداتها الواردة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه فجر السبت الماضي في جنيف. وأضاف أنهما اتفقا على التحاور بشكل منتظم، مع استمرار المفاوضات بشأن اتفاق طويل الأجل سيعالج مخاوف المجتمع الدولي في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي. ونص الاتفاق على تقييد أنشطة إيران النووية, خاصة عبر خفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 5% من 20%, وتعطيل تشغيل أجهزة للطرد المركزي في منشآت نووية إيرانية بينها منشأة "فوردو", وتعزيز رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تلك المنشآت. وفي المقابل, حصلت إيران على تخفيف للعقوبات التي تستهدف منذ سنوات طويلة بعض قطاعاتها الاقتصادية الحيوية, وفي مقدمتها النفط والمصارف. وكانت الرياض رحبت بالاتفاق بحذر، إذ قالت إن تنفيذه مرهون بحسن النوايا, في إشارة إلى إيران التي تربطها بالسعودية علاقة فاترة. كما أن الصحافة السعودية بدت متشككة في التزام طهران بتعهداتها للمجتمع الدولي, ولمحت إلى أن اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة الدول الست (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، وألمانيا) كان ثمرة صفقة سرية بين الجانبين قد يكون ضحيتها الخليج. وأوردت وكالة الأنباء السعودية خبر الاتصال الهاتفي بين الملك عبد الله والرئيس الأميركي، دون أن تكشف عن مضمونه. وكانت تقارير نشرت مؤخرا أشارت إلى غضب سعودي مما اعتُبر تقاربا بين الإدارة الأميركية وإيران, وقالت إن رفض السعودية شغل مقعدها بمجلس الأمن الدولي يوضح في جانب منه حجم ذلك الغضب. ووفقا للتقارير ذاتها, فإن السعودية ودولا خليجية أخرى تخشى أن تفتح السياسة الأميركية الجديدة مجالا لمزيد من النفوذ الإيراني في المنطقة.