كشفت الصحيفة البريطانية ديلي ميل عن ما اعتبرته "حقائق مؤلمة بشأن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي"، المتمثلة باحتجازه المئات أو حتى الآلاف، من الفتيات المراهقات، اللاتي ضربن واغتصبن، وأرغمن على الانصياع لرغباته الجنسية. وقالت الصحيفة إن عددا كبيرا من هؤلاء الفتيات اختطفن من مدارسهن وجامعاتهن واحتجزن لسنوات طويلة في غرف سرية داخل جامعة طرابلس، وعدد من قصوره. وداخل هذه الغرف، أرغمت هؤلاء الفتيات على مشاهدة الأفلام الإباحية ل"تثقيفهن"، وإن نجحت أي فتاة بالهروب بعيدا عن هذا الجحيم، لن تفلت من عذاب عائلتها التي تعتقد أنها "أساءت لشرفها". وذكرت صحيفة "ميل أون صنداي" أن برنامجاً وثائقياً ستبثه القناة التلفزيونية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الشهر القادم تحت عنوان «عالم القذافي السري»، سيكشف وللمرة الأولى عن الصور الأولى لغرف الجنس السرية، التي اغتصب فيها القذافي فتيات وفتياناً من عمر 14 عاماً وأخضعهم لمعاملة قاسية. وأشارت الصحيفة، نقلاً عن البرنامج، إلى أن الفتيات «أُجبرن على مشاهدة مواد إباحية لتثقيفهن قبل أن يخضعن للمعاملة المهينة على أيدي القذافي، كما أن الفتيات اللاتي تمكّن من الهرب نبذتهن أسرهن بتهمة تلطيخ شرفها بالعار». وقالت إن «الحكومة الانتقالية في ليبيا تحركت على عجل لإغلاق غرفة الجنس المحصنة بعد اعتقال القذافي من قبل عناصر ميليشيا مسلحة وقتله لاحقاً، خشية من أن يؤدي الكشف عن أسلوب حياته الفاسقة إلى إحراج بالغ في ليبيا، وإرعاب الغرب». وأضافت الصحيفة: «واحدة من غرف الجنس تحتوي على سرير مزدوج وجاكوزي وغرفة مجاورة تضم معدات طبية لفحص ضحايا القذافي لضمان خلوهم من الأمراض الجنسية. وجرى أيضاً إخضاع بعضهن لعمليات إجهاض إذا ما حمّلن منه، فيما جرى تعذيب فتيات أُخريات بشدة ورميهن في مواقف السيارات وبين أكوام النفايات وتركهن ليمتن فيها». وأشارت إلى أن القذافي كان «يتعمد القيام بجولات على المدارس والجامعات لإلقاء محاضرات أمام الطالبات، ومن ثم يقوم بهدوء بمسح الحاضرات بحثاً عن فتيات جذابات ويربت بيده على رؤوس اللاتي اختارهن قبل أن يغادر، ويقوم حراسه الخاصون بعد ساعات باختطافهن ووضعهن في غرف الجنس الخاصة وتصفية العائلات التي تسعى لاستعادة بناتها، كما قاموا أيضاً باختطاف فتيان وإرسالهم إلى هذه الغرف حيث جرى انتهاكهم جنسياً». ونقلت الصحيفة عن معلمة في مدرسة بالعاصمة طرابلس أن حرّاس القذافي «كانوا يأخذون أي فتاة يريدونها حتى ولو كان عمرها 14 عاماً، ولم يكن لديهم لا ضمير ولا أخلاق ولا ذرة من الرحمة». وقالت إن «الليبيين ما زالوا يتجنبون حتى اليوم التحدث بصراحة عن فسوق القذافي، خوفاً من التعرض لعمليات انتقامية من رجاله السابقين». وستبث قناة «بي بي سي 4» البرنامج الوثائقي «عالم القذافي السري» في الثالث من شباط (فبراير) المقبل.