قدّم وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقارير ممارسات حقوق الإنسان في مختلف دول العالم للعام 2013 (المعروف باسم تقارير حقوق الإنسان) إلى الكونغرس الأميركي. وتقارير حقوق الإنسان، التي تُعدّ بتكليف من الكونغرس، ودخلت الآن في عامها الثامن والثلاثين تساعد في زيادة المعرفة بسياسة الحكومة الأميركية والمساعدات الخارجية. كما أنها تشكل أيضًا مرجعًا للحكومات الأخرى، والمؤسسات الدولية، والمنظمات غير الحكومية، والمتخصصين القانونيين، والباحثين، والمواطنين المهتمين بالموضوع والصحافيين. أبرز التطورات في الآتي بعض أهم التطورات الجديرة بالملاحظة التي شهدها مجال حقوق الإنسان في العام 2013: ازدياد حملات القمع على المجتمع المدني وحريات التجمع وتأسيس الجمعيات استمرت الحكومات في كل منطقة من مناطق العالم في خنق المجتمع المدني وتقييد الحق العالمي للمواطنين في التمتع بحرية التجمع وتأسيس الجمعيات. استخدمت السلطات بدرجة متزايدة القوانين لإسكات أصوات المعارضة السياسية، واستخدمت القوة المفرطة لقمع المجتمع المدني والاحتجاج. - القيود المفروضة على حرية التعبير وحرية الصحافة واصلت الحكومات من حول العالم أيضًا تقييد حرية التعبير وحرية الصحافة كوسيلة للسيطرة بإحكام على النقد السياسي والمعارضة أو إلغائهما كليًا. - العجز في المساءلة حول انتهاكات القوات الأمنية في العديد من الأماكن، انتهكت قوات الأمن الحكومية حقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب وفشلت في حماية مواطنيها. - غياب الحماية الفعالة لحقوق العمال استمر العاملون في العمل في ظل ظروف شكلت خطرًا على صحتهم وسلامتهم، واستمر بعضهم- وفي أحيان كثيرة كانوا عمالا مهاجرين- في العمل رغمًا عن إرادتهم. - استمرار تهميش المجموعات المعرضة للأخطار شهد عام 2013 استمرار تهميش الأقليات الدينية والعرقية، والنساء، والأطفال، والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا، والمعوقين، وغيرهم من الفئات السكانية المعرضة للأخطار كلمة كيري وفي الآتي نص كلمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي كان القاها يوم 27 شباط (فبراير) حول إصدار التقارير السنوية لممارسات حقوق الإنسان في مختلف دول العالم: حسنًا، أسعدتم صباحًا، جميعًا. أرجو المعذرة. لقد أُصبت ببعض الحساسية صباح هذا اليوم، على ما أعتقد. يسعدني أن أكون هنا في هذا الصباح لإصدار التقرير الثاني لحقوق الإنسان بصفتي وزيرًا للخارجية، ويسرني بشكل خاص أن أكون هنا مع مساعدة وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، أوزرا زيا، التي كما أعتقد أن جميعكم يعرف بأنها تؤدي هذه المسؤوليات بصفتها مساعدة مؤقتة للوزير ولكنها قامت بمهمة مذهلة وقادت الوزارة في عملية استمرت لمدة سنة كاملة من عمليات التعقب وإجراء التقييمات التي انعكست هنا. لذلك فإنني أشكرها على ما أنجزته من عمل جيد بشكل خاص في تقرير حقوق الإنسان لهذا العام. العبودية والحقوق إن الكفاح الأساسي في سبيل الكرامة، والاحترام في معاملة البشر لبعضهم البعض وبين الدول والمواطنين، يشكل القوة الدافعة خلال كامل تاريخ البشرية. حتى ونحن نجتمع هنا اليوم لإصدار تقرير حول دول أخرى، فإننا نلزم أنفسنا باتباع معيار عالٍ، ونتوقع الخضوع للمساءلة هنا في الوطن أيضًا. وندرك بأننا لسنا كاملين. نحن لا نتحدث مع أي طرف آخر بغطرسة على الإطلاق، إنما بقلق حول الحالة الإنسانية. رحلة صعبة لم تكن رحلتنا الخاصة خالية من الصعوبات الكبيرة، والتناقضات أحيانًا. ولكن حتى في الوقت الذي نبقى فيه متواضعين حول تحديات تاريخنا، فإننا نفتخر بأنه ليست هناك أي دولة قد تسنت لها فرصة أكبر لتعزيز قضية الديمقراطية، وليست هناك أي دولة ملتزمة بقضية حقوق الإنسان كما نحن. وإننا نعتقد بأن تقرير هذا العام جاء في الوقت المناسب تمامًا. ويأتي في أعقاب أحد أهم وأخطر السنوات في الكفاح من أجل المزيد من الحقوق والحريات في تاريخنا الحديث. في سوريا، قُتل المئات في ظلام الليل عندما وقعت كارثة على يد طاغية قرر أن يُفسد هواء دمشق بالغاز السام، ولقيت للأسف أعداد كبيرة من الناس مصرعها تحت وابل من البراميل المتفجرة، وصواريخ سكود، ونيران المدفعية، والأسلحة التقليدية الأخرى. وفي بنغلاديش، لقي الآلاف من العمال حتفهم في أكبر كارثة تسبب بها انعدام السلامة في مكان العمل في التاريخ. ممارسات تمييز ومن نيجيريا إلى روسيا إلى إيران، في الواقع هناك حوالى 80 بلدًا حول العالم، حيث تواجه مجتمعات المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا قوانين وممارسات تمييزية تتعدى على كرامتهم الإنسانية الأساسية وتقوّض سلامتهم. تساهم هذه القوانين في اتجاه عالمي لتصاعد أعمال العنف والتمييز ضد الأشخاص المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا ومناصريهم، ويشكِّل هذا إهانة لكل ضمير منطقي، وستواصل الولايات المتحدة الوقوف بجانب أشقائنا وشقيقاتنا المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا كما نقف وندافع عن الحرية، والعدالة، والحقوق المتساوية لجميع الناس في جميع أنحاء العالم. الاضطهاد وهكذا، ومع صدور تقرير هذا العام، نضم صوتنا إلى أصوات العديد من الدول الأخرى لإعادة تأكيد التزامنا بعالم حيث لا يقود فيه الإفصاح عن ما يدور في ذهننا إلى الاضطهاد، عالم حيث لا تقود ممارسة الشعائر الدينية أو التحول من دين واعتناق دين آخر إلى السجن، وعالم لا يعرضك عندما تتظاهر سلميًا في الشارع للضرب في زقاق مسدود أو حتى القتل على مرأى من الجميع. لذلك، اسمحوا لي أن أكون واضحًا. فهذه ليست مجرد بعض التمارين حول المبادئ الأخلاقية السامية. إنه أكثر المراجعات الشاملة، والموثوقة، والنزيهة، والواقعية لحالة حقوق الإنسان على الصعيد العالمي، وينبغي أن يعتز بها كل أميركي. الافلات من العقاب يتعلق ذلك بالمساءلة. يتعلق بوضع حد للإفلات من العقاب. ويتعلق بالمعركة التي استمرت لعدة قرون، طالما ظل البشر قادرين على التفكير والكتابة والكلام والعمل من تلقاء أنفسهم. تعذيب بالجملة إنه ليس من قبيل الصدفة أنه في كوريا الشمالية، وجدت لجنة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق مؤخرًا أدلة واضحة ومقنعة حول حصول عمليات تعذيب بالجملة وجرائم ضد الإنسانية، وتقارير حول الناس الذين تمَّ إعدامهم وأطلقت عليهم قذائف المدفعية، وأطلقت عليهم الأسلحة المضادة للطائرات، وأسلحة طائرات من عيار 122 ملليمتر التي تقطّع البشر إربًا إربا، وهذا ما حدث مع أناس ضمن حشود أُجبروا على مشاهدة شكل من أشكال الترهيب الفظيع والقمع. إنه ليس من قبيل الصدفة أن يأتي أول استخدام لأسلحة الدمار الشامل في أي مكان خلال الربع الأخير من القرن الماضي من ديكتاتورية في سوريا في محاولة لقمع الانتفاضة الشعبية، في محاولة لقمع تطلعات الشباب الذين يريدون ببساطة الحصول على العمل والتعليم والفرص. عنف وحشي وليس من قبيل الصدفة أن العنف الوحشي الذي شاهدناه مؤخرًا في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى متجذر في دورات العنف الناجمة عن انتهاكات الماضي، والتهميش، والتمييز، وعدم الرغبة في الاستماع. وبالتالي، فإن الولايات المتحدة الأميركية تستمر في رفع صوتها عاليًا، دون أي غطرسة أو اعتذار، نيابة عن الناس الذين يدافعون عن حقوقهم المشرّعة عالميًا. وسوف نقف في كثير من الحالات إلى جانب أولئك الذين يحرمون من فرصة التمكن من الدفاع عن أنفسهم. سوف نقوم بذلك في فنزويلا، حيث واجهت الحكومة المتظاهرين المسالمين بنشر حراس مسلحين، من خلال سجن الطلاب، ومن خلال التقييد الشديد لحرية التعبير والتجمع. وسوف نفعل ذلك في سري لانكا، حيث تواصل الحكومة عدم الاستجابة للمطالب الأساسية التي تدعو إلى الخضوع للمساءلة والمصالحة، وحيث تستمر، للأسف، الاعتداءات على الناشطين في المجتمع المدني والصحفيين والأقليات الدينية. من اليمن الى تونس من اليمن إلى تونس، التي زرتها في الشهر الماضي، شاهدنا كيف أن باستطاعة الحوار الوطني والتقدم الديمقراطي أن يجعل الدول أكثر استقرارًا ويجعلها شركاء أقوى من أجل السلام والازدهار. ففي أوكرانيا، كما رأينا جميعًا ذلك في الوقت الحقيقي خلال الأيام الماضية، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج ضد السلطة- ليظهروا مرة أخرى قوة الشعوب القادرة على المطالبة بوجود حكم ديمقراطي خاضع للمساءلة والمحاسبة، والوقوف حتى ضد أولئك القناصة الذين يطلقون عليهم الرصاص من أسطح المباني ويقضون على حياتهم وهم يحاولون إسماع أصواتهم. في بورما، نستمر برؤية هذا البلد الذي كان معزولاً لسنوات عديدة يتحرك ببطء بعيدًا ليس فقط عن الدكتاتورية، إنما باتجاه شراكة أكثر إنتاجية مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. لذلك هناك الكثير من الأمثلة، والناس، والأماكن التي تختار السير في طريق مختلفة، والتي تسعى إلى العمل بجهد لجعل ذلك ينجح. دور الناشطين خلال السنة الأولى لي وزيرًا للخارجية، كنت محظوظًا جدًا بأن أرى بأُم عيني ما يمكننا تحقيقه عندما نشرى قوتنا ونستخدم قوتنا ونفوذنا لتمكين الآخرين لأن يكونوا قادرين على تغيير الأمور نحو الأفضل. اعمال شجاعة والحقيقة هي أن بعض أهم الإنجازات في تعزيز قضية حقوق الإنسان قد نتجت ليس فقط بسبب مرسوم تشريعي أو حكم قضائي، إنما جاءت من خلال أعمال شجاعة بدرجة مذهلة للأفراد، سواء كان شو تشى يونغ الذي حارب من أجل رؤية الشفافية الحكومية في الصين، أو أليس بيالياتسكي التي تطالب بالعدالة والشفافية والمساءلة في بيلاروسيا، أو أنجيل بونيير ريمون أرزواغا الذي يرقص ويغني الراب لنشر المزيد من الحرية السياسية في كوبا، أو إسكندر نيغا، الذي يكتب دفاعًا عن حرية التعبير في إثيوبيا. في هذا العام هناك في الواقع اسم آخر في أذهاننا جميعًا، وهو، بطبيعة الحال، أول تقرير حول حقوق الإنسان صدر منذ وفاة أحد أكثر الرجال شجاعة في جميع العصور، نيلسون مانديلا. كان مانديلا أكثر من مصدر إلهام، كان نموذجًا يُحتذى به. في جميع أنحاء العالم، زرتُ منازل ومكاتب حيث كان وجهه الذي لا يخطئه أحد على لافتات ونشرات مطبوعة. لقد قابلت هذا العدد الكبير من الأطفال الصغار الذين يحملون اسم نيلسون في أفريقيا، ولكن أيضًا في الكثير من الأماكن الأخرى حيث يتطلع الناس إلى التغيير الحقيقي. كان تأثيره بهذا القدر الهائل من القوة. وحتى في غيابه، فإن المثال الذي وضعه سوف يدوم طويلاً. نواصل عمله من أجل أولئك الذين يسيرون في خطوط الاعتصام، الذين يقبعون في زنزانات السجون ويبقون غير معروفين في بعض الأحيان لأي أحد باستثناء عائلاتهم، الذين يسيرون في المظاهرات من القاهرة إلى كراكاس إلى كييف. الكرامة الانسانية ويبقى علينا أن نسأل أنفسنا، خلال قيامنا بذلك: إذا لم نقف إلى جانب هؤلاء الرجال والنساء الشجعان، فما الذي ندافع عنه ومن الذين سنقف إلى جانبهم؟ وفي حال لم نعطِ صوتًا لأولئك الذين لا صوت لهم، فمن الذين سنتحدث معهم ومن الذين سنعطي صوتًا لهم؟ أعتقد أن المطالبة بالكرامة الإنسانية، يعتقد الرئيس أوباما- أعتقد أننا جميعنا نؤمن بهذه البلاد- انها شيء لا يمكن إيقافه. هذه هي الطريقة التي نرقى بها إلى مستوى مثلنا. وهذه هي الطريقة التي سوف نلبي بها مطالب هذه اللحظة. وهذه هي الطريقة التي سوف نبني بها عالمًا أكثر استقرارًا وسلامًا. أجندة واسعة وقبل أن أُحيل الكلام إلى أوزرا، اسمحوا لي أن أترككم مع فكرة نهائية واحدة. من الواضح أن لدينا أجندة واسعة. يمكنكم أن تلمسوا ذلك. اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالاً، لما يحدث مع توم مالينوفسكي. توم هو بطل لحقوق الإنسان اختاره الرئيس مرشحًا لمنصب مساعد الوزير المقبل لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل. ويحظى توم بدعم قوي من الحزبين. وهكذا فقد حان الوقت الآن لإرسال إشارة قوية بأننا لسنا سعداء بالجلوس على الهامش. أطلب وآمل أن يساعد زملاؤنا في مجلس الشيوخ توم مالينوفسكي في الحصول على هذا المنصب كي نتمكن من الاستمرار في قيادة هذه الأنواع من القضايا التي طرحتها للتو هنا اليوم.