غادر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مدينة الدار البيضاء، متوجهًا إلى القاهرة في طريق عودته إلى المملكة بعد إجازة خاصة قضاها في المملكة المغربية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الوفد الرسمي المرافق للعاهل السعودي في زيارته لمصر يضم الأمراء سعود الفيصل، وزير الخارجية، وبندر بن سلطان بن عبدالعزيز، أمين عام مجلس الأمن الوطني، وتركي بن عبدالله بن محمد، مستشار خادم الحرمين، ووزير المالية، الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان. وتوقع خبراء اقتصاديون أن تكون زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لمصر، بهدف بحث سبل تفعيل مبادرة العاهل السعودي بشأن عقد مؤتمر دولي للمانحين بشأن مصر اضافة على تهنيئة السيسي بفوزه بإنتخابات مصر. وقالت مصادر حكومية مطلعة إنه حتى الآن لم يعلن رسمياً عن الزيارة المرتقبة لملك السعودية، ومن المقرر أن يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العاهل السعودي بنفسه تقديرا لمواقف المملكة الداعمة لمصر وإرادة الشعب المصري، كما يشارك في الاستقبال إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، وذلك باستراحة رئاسة الجمهورية بمطار القاهرة الدولي. وهذه هي الزيارة الأولى لملك السعودية لمصر منذ ثورة ال25 من يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم، ومن المقرر أن تستغرق الزيارة ساعات قليلة يناقش فيها ملك السعودية مع السيسي بعض القضايا المشتركة بين البلدين. وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الحكومة المصرية تعول كثيراً على العائد من مؤتمر الدول المانحة، وأنها تعتمد عليه بنسبة كبيرة في تخفيض عجز الموازنة وتقليص الفجوة بين الواردات والمصروفات العامة للدولة المصرية. ووفقاً لتوقعات خبراء اقتصاديين فإنه من المقرر أن تحصل مصر على 20 مليار دولار من مؤتمر المانحين، لدعم الميزانية وخطط تحفيز الاستثمار التي أعلنت عنها الحكومة المصرية. وقال الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبد العظيم، إن زيارة العاهل السعودي لمصر تؤكد استمرار المملكة في دعم الشعب المصري، وإنها ستقدم المزيد من الدعم للنظام المصري الجديد، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي ينتظر فيها الاقتصاد المصري أي مساعدة وأي دعم خارجي أو عربي. وأوضح في تصريحات خاصة ل "العربية نت"، أن التجهيز لمؤتمر الدول المانحة لمصر سيكون على رأس أولويات اللقاء بين العاهل السعودي والرئيس المصري. وأكد عبد العظيم أن الأزمات التي يعاني منها الاقتصاد المصري لن تتمكن الحكومة من تجاوزها إلا بإجراءات إصلاحية شاملة وقوانين صارمة، خاصة وأنه لا يمكن التعويل على الدعم العربي لسنوات طويلة، ولن تحل هذه المشاكل باستخدام المعونات والمنح والقروض العربية في تمويل عجز الموازنة، ولكن يجب استخدامها في استثمارات مباشرة يمكن من خلالها سداد أقساط القروض في مواعيدها، وأيضاً سوف تزيد هذه الاستثمارات من معدلات النمو.