يتوجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى القاهرة، اليوم (الجمعة)، في زيارة قصيرة، كرسالة دعم للشعب المصري وللرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي، ولبحث تطورات المنطقة، وسط ترحيب سياسي وشعبي بتلك الزيارة التي جاءت بصورة مفاجئة، خاصة أن السيسي كان يعتزم زيارة المملكة في أول زيارة خارجية له عقب توليه الرئاسة، بحسب الأنباء التي تواترت في القاهرة على مدار الأيام القليلة الماضية. وذكرت مصادر أن العاهل السعودي سيزور القاهرة لساعات خلال رحلة العودة إلى المملكة من زيارة للمغرب. وتأتي زيارة العاهل السعودي في إطار الدعم الذي تحظى به مصر من قبل المملكة العربية السعودية، وتزامناً مع الدعم الخليجي الهائل الذي تلقاه مصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، وهو الدعم الذي لم يقتصر فقط على الناحية الاقتصادية، بل تعدى ذلك إلى الناحيتين السياسية واللوجستية كذلك، ما يُظهر مدى إصرار دول الخليج على مساندة الشقيقة الكبرى مصر في محنتها. وأفادت «بوابة الأهرام» أن القاهرة أبلغت منذ 10 أيام بزيارة خادم الحرمين الشريفين، وأن الرئاسة تلقت معلومات بهذا الخصوص. وتجري ترتيبات خاصة لاستقبال ضيف مصر الكبير الذي يزورها للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، حيث سيلتقي السيسي ضيفه في مطار القاهرة، وستعقد قمة ثنائية تتناول العلاقات الثنائية بالدرجة الأولى، إلي جانب الملفات الساخنة التي تشهدها المنطقة، ورؤية البلدين لها، في مقدمتها الوضع المتدهور في العراق وليبيا. وسيكون علي رأس مستقبلي خادم الحرمين، الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء، وكبار رجال الدولة. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قد دعا إلى عقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وذلك فور الإعلان رسمياً عن فوز عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة. وقال في برقية تهنئته التي بعث بها إلى السيسي: «نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول، ولذلك فإني أدعوكم جميعاً إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية»، محذراً في السياق: «من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر، فإنه لا مكان له غدًا بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات». يشار إلى أن العاهل السعودي يقضي فترة راحة في المغرب، قطعها للقيام بهذه الزيارة خصيصاً إلى مصر قبيل حلول شهر رمضان المبارك. أهداف قال عضو المجلس المصري لشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، في تصريحات خاصة ل«البيان»: «إن الحالة الصحية للعاهل السعودي منعته من حضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، والزيارة الحالية غرضها تقديم التهنئة ومناقشة الأوضاع على المستوى المصري والعربي والإقليمي والدولي». وأضاف أن «الزيارة مفاجئة وغير متوقعة»، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي كان قد أعلن عن نيته زيارة السعودية لشكرها على دعمها لخريطة الطريق في مصر. ورجّح رخا أن يتم خلال الزيارة مناقشة الوضع في العراق والقضايا التي تشهدها المنطقة والتي تؤثر على مصر والسعودية بصورة أو أخرى، كما أنه من المتوقع أن يتم مناقشة مبادرة أصدقاء مصر التي طرحها الملك عبدالله، والتي تعد من أولويات البلدين خلال الفترة المقبلة لمناقشة وضع مصر الاقتصادي وضخ استثمارات لعبور أزمتها الاقتصادية. البيان الاماراتية