ذكرت مصادر في أكثر من عاصمة أن العاهل السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، سيتوجه من المغرب إلى القاهرة غداً في زيارة خاطفة لن تستغرق ساعات. ولاحقاً أكدت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدرين سعوديين، نبأ الزيارة. وقالت المصادر إن الملك السعودي سوف يغادر المملكة المغربية غداً (الجمعة)، منهياً رحلته الصيفية السنوية التي دامت نحو الشهر وبدأت في العشرين من مايو/أيار الماضي بوصوله إلى الدار البيضاء. وبحسب مصدر مطلع ل"العربي الجديد" فإن عاهل السعودية سوف يعدل مسار عودته من المغرب كي يمر بالقاهرة ويلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يحظى بدعم سعودي إماراتي لافت، مشيراً إلى أن اللقاء سيقتصر على غداء عمل سريع،دون تأكيد هل سيكون في قصر الاتحادية، أم بمطار القاهرة؟ إلا أن مصادر صحافية بالقاهرة قالت إن رئاسة الجمهورية أبلغت محرري شئون الرئاسة بالتوجه إلى مطار القاهرة ظهر الغد، ما يرجح أن يتم اللقاء في إحدى القاعات بالمطار حيث سيذهب السيسي للقاء الملك. ووفقا للمصادر ذاتها فإن المتوقع أن يكون محور اللقاء "السريع" هو مؤتمر المانحين الذي دعا إليه العاهل السعودي عقب إعلان السيسي رئيسا لمصر. وتباينت تحليلات المراقبين لهذه الزيارة المفاجئة، وخصوصاً أن كل التقديرات والترجيحات كانت تذهب إلى أن الزيارة الأولى للرئيس المصري سوف تكون إلى السعودية لتقديم الشكر إلى "كبير العرب"، وهو الوصف الذي أطلقه السيسي على ملك السعودية، يوم الاحتفال بتنصيبه رئيساً لمصر. مصادر في القاهرة اعتبرت أن زيارة العاهل السعودي بمثابة مكافأة للسيسي وتأكيد على استمرار الدعم المالي والسياسي السعودي للنظام، والذي عبرت عنه بوضوح دعوة الملك عبد الله لمؤتمر مانحين لمصر السيسي على نمط "خطة مارشال" بعد الحرب العالمية. ولفتت مصادر أخرى إلى أن هذه الخطوة المباغتة ستأتي على وقع التطورات الدراماتيكية التي تشهدها الساحة العراقية، وخصوصاً بعدما صارت الأبعاد الإقليمية هي العنصر الأبرز في إدارة الصراع. وشهدت الساعات الماضية ما يمكن اعتباره غياباً للتناغم والتطابق في الموقفين السعودي والإماراتي من جهة، وموقف القاهرة من جهة أخرى بشأن الأزمة العراقية. وفي الوقت الذي تعبر فيه كل من الرياض وأبو ظبي عن مواقف غير مرحبة على الإطلاق ببقاء نوري المالكي رئيسا لوزراء العراق، وتهاجمان التهميش الطائفي في العراق، يبدو الإعلام المصري، المتحدث باسم الرئيس الجديد، وكأنه يجدف في اتجاه آخر، مصوراً الأمر في الأراضي العراقية على أنه إرهاب يمارسه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بل ويحذر من خطورة ذلك على مصر. وكان مفاجئاً لدوائر سياسية وإعلامية سعودية ومصرية إقدام القاهرة على إلغاء بث قناة "الرافدين" العراقية المعارضة لنوري المالكي عبر القمر الاصطناعي المصري "نايل سات"، وذلك بعد أيام من تهديد رئيس الحكومة العراقية للقنوات التلفزيونية المناوئة له. وبدت الخطوة المصرية بوقف بث القناة في نظر محللين خروجاً عن المألوف، وأثارت الدهشة والانزعاج في الرياض.