كشفت مصادر سياسية عراقية ل"نبأ نيوز" عن توتر العلاقات السياسية بين ايران والمملكة العربية السعودية على خلفية دور كل منهما في التأثير على خارطة تشكيل الحكومة العراقية. وأفادت المصادر: أن اتصال جرى أمس الأول الأربعاء بين العاهل السعودي والرئيس الايراني لتخفيف حدة التوتر بينهما، ومناقشة "صفقة تسويات" عرضها نجاد على العاهل السعودي، مقابل "تراجع جزئي" في موقف المملكة بشأن تولي "أياد علاوي" رئاسة الحكومة العراقية. وفيما لم تكشف المصادر عن طبيعة "الصفقة السياسية"، غير أنها أكدت أن السعودية "أبدت رضا على مقترحات نجاد"، متوقعة أن يصب ذلك التوافق في ترجيح كفة "نوري المالكي".
وتعد المباحثات الهاتفية التي أجراها العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد هي الثانية بينهما في أقل من عشرة أيام. وكالة الانباء الايرانية أفادت أن عبد الله وأحمدي نجاد "تباحثا في سبل تعزيز التعاون الثنائي والتطورات الأخيرة الاقليمية والدولية"، أما في الرياض فقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك عبد الله تلقى اتصالاً هاتفياً من شقيقه الرئيس أحمدي نجاد بحثا في خلاله "العلاقات الثنائية والتطورات على الساحة الاسلامية والعربية والدولية بالاضافة الى مسائل ذات اهتمام مشترك". وكان الملك عبد الله تباحث مع أحمدي نجاد في 12 من الشهر الحالي في اتصال هاتفي نادر بينهما، وأتى ذلك الاتصال عشية الزيارة التي قام بها أحمدي نجاد في 13 و14 من الشهر الجاري الى لبنان. وتدعم طهران ترشيح رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لتشكيل حكومة جديدة، بينما تدعم السعودية منافسه إياد علاوي، في نفس الوقت الذي تحاول سوريا وتركيا فرض أجندتهما على العراق، الأمر الذي عقد مهمة العراقيين في تشكيل الحكومة، وجعل من توافق الأطراف الخارجية هو الرهان الأكبر على التوافق الداخلي بين القوى الوطنية العراقية.