اندلعت اشتباكات عنيفة ليل الاحد الاثنين شمال صنعاء بين المقاتلين الحوثيين الشيعة والجيش اليمني المدعوم من القبائل، وذلك بعد ساعات قليلة من اعلان هدنة جديدة، بحسبما افادت مصادر عسكرية وقبلية. وذكرت المصادر ان المواجهات دارت شمال مدينة عمران (شمال صنعاء) في مناطق جبال الجنات والحشاش والمضلعة ونقطة الضبر، كما دارت مواجهات في بيت بادي في شمال غرب عمران وفي شارع الاربعين داخل مدينة عمران. ودارت اشتباكات عند نقطة الورك شرقا وجنوبا في ضروان، وهي منطقة تبعد عشرة كيلومترات فقط عن مطار صنعاء. وكانت السلطات اعلنت مساء الاحد عن هدنة جديدة في عمران، الا ان ممثلين عن الحوثيين وعن اطراف اخرى اكدوا رفضهم لشروطها. وتدور مواجهات في عمران (شمال صنعاء) منذ مطلع شباط/فبراير بين الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم من جهة، واللواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي القريب من اللواء النافذ علي محسن الاحمر ومن التجمع اليمني للاصلاح (اخوان مسلمون) من جهة اخرى. ويساند الجيش في المعارك المستمرة منذ اسابيع مسلحون من التجمع اليمني للاصلاح، فيما يساند الحوثيون ايضا مسلحون قبليون ليتخذ الصراع في هذه المنطقة طابعا سياسيا قبليا. وكان تم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في الرابع من حزيران/يونيو بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، الا ان الاتفاق سرعان ما انهار. ويؤكد الحوثيون الذين يشاركون في العملية السياسية انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة بل مع التجمع اليمني للاصلاح ومع اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد ان كان احد ابرز اركان نظامه. في المقابل، يتهم الحوثيون بانهم يسعون الى السيطرة على اكبر قدر ممكن من الاراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد الى دولة اتحادية. وسبق ان حقق الحوثيون في عمران تقدما على حساب آل الاحمر، وهم زعماء قبيلة حاشد النافذة التي معقلها عمران. ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية، الا انهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد ان خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.