ذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) اليوم الخميس أن ما وصفتها بحرب الوكالة بين السعودية وايران انتقلت من سورية إلى العراق، وبددت بذلك أي أمل في التقارب بين قيادة الشيعة والقوى السنية في منطقة الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن طهران حمّلت السعودية مسؤولية التقدم الذي احرزه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق واتهمتها بتمويل الجهاديين، رغم تأكيد الحكومات الغربية على أنها لا تملك دليلاً على تقديم السعودية أي دعم حكومي لهم. واضافت أن الرئيس الايراني، حسن روحاني، اتهم أيضاً “دولاً اسلامية وأطرافاً تستخدم البترودولار بتمويل الإرهاب لمهاجمة الآخرين”، في اشارة واضحة إلى المملكة العربية السعودية، وحذّرها من أن الدور سيقع عليها في المستقبل”. واشارت الصحيفة إلى أن السعودية حمّلت بدورها الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي مسؤولية الأزمة الحالية بسبب “سياساتها الاقصائية للسنة وصلاتها الوثيقة مع ايران”. وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، وجّه الشهر الماضي دعوة لنظيره الايراني، محمد جواد ظريف، لحضور اجتماع منظمة التعاون الاسلامي في جدة يومي 18 و 19 حزيران/يونيو الجاري، لكن الأخير لم يلب الدعوة بسبب “ارتباطه بالمفاوضات النووية مع القوى الكبرى”. ونسبت الصحيفة إلى، حسين شيخ الاسلام، مستشار رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني قوله “طالما تصر السعودية على دعمها لأعمال العنف على غرار ما تقوم في العراق من خلال (داعش)، فلا يمكننا أن نرى أي تحسن في العلاقات بين البلدين”. وذكرت أن النظام الاسلامي في ايران “انتهج على مدى العقود الثلاثة الماضية سياسة غير معلنة لمحاربة اعدائه في المنطقة عبر قوات موالية له، ولا سيما من خلال دعم حزب الله في لبنان ونظام الرئيس بشار الأسد في سورية، لكن انتقال هذا الصراع عبر الحدود أصبح يشكّل خطراً على أمن ايران القومي وسلامة أراضيها”. وقالت فايننشال تايمز “إن أي امتداد للحرب الطائفية أو تفكك العراق إلى كيانات كردية وشيعية وسنية يمكن أن تكون لهما عواقب وخيمة على ايران، لكونها موطناً لأعراق منشقة بما في ذلك الأكراد والأقليات الدينية مثل السنة”.