ممارسة الرياضة لها إيجابيات كثيرة، فهي السبيل لبناء جسم صحي متوازن، وامتلاك أجهزة دفاعية تعمل على التصدي للأمراض المختلفة التي تهاجم الجسم بين الحين والآخر، كما تساعد ممارستها بصورة منتظمة في نمو عضلات الجسم وعظامه، وعلى الرغم من هذه الفوائد التي تقدمها للشخص إلا أنها تبقى سلاحاً ذا حدين خصوصاً إذا لم يدرك الشخص آلية التعامل معها، ذلك ما أشار له الدكتور محمد قنديل أخصائي جراحة العظام والطب الرياضي. تعليمات وخطوات قال إن الإصابات الناجمة عن ممارسة الرياضة قد تكون في بعض الحالات خطرة ويصعب علاجها خصوصاً إذا أهملها الشخص أو أقدم على بعض الحركات بعد تعرضه للإصابة، مشيراً إلى أن هناك بعض التعليمات والخطوات التي لا بد أن يلتزم بها الشخص قبيل إقدامه على ممارسة الرياضة، يأتي في مقدمتها تناول كميات كافية من السوائل قبيل وأثناء وبعد ممارسة التمارين الرياضية، وذلك لضمان وجود ترطيب مستمر للعضلات والأربطة العضلية. وأشار إلى أن تقاعس الشخص عن تناول السوائل والتقليل من أهمية ذلك يضاعف لديه من فرص الإصابة بالتمزقات وقطع الأربطة العضلية، وذلك لافتقادها المرونة المطلوبة وإصابتها بالجفاف وبالتالي تعرضها للإصابة بمجرد قيام الشخص بحركات مفاجئة، أما الأمر الثاني الذي يجب أن يلتزم به من يقدم على الرياضة هي عمليات الإحماء الضرورية لوضع العضلات والأربطة في حالة تأهب لاستقبال أي حركة مفاجئة والتعامل معها بمرونة من دون حدوث خلل. وأكد قنديل أن هناك العديد من الأشخاص يتجاهلون أهمية الإحماء قبل ممارسة الرياضة، إذ نلاحظ في بعض الألعاب وخصوصاً كرة القدم أو الطائرة وصول الشخص متأخراً عن توقيت اللعب، وبمجرد وصوله يباشر هذه اللعبة من دون عمليات إحماء العضلات التي لا تتجاوز في بعض الأحيان عشر دقائق، متناسين الجهد الكبير الذي يقع على العضلات وأعضاء الجسم عند تنفيذ المجهود البدني، والذي يتطلب توفير كميات كبيرة من الأكسجين وزيادة سرعة الدورة الدموية التي يتطلب توفيرها تدرج الشخص في بذل الجهد والحركة حتى تتمكن أجهزة الجسم الداخلية في أداء وظائفها لتساير جهد الشخص وحركته. جهد مبذول وأشار إلى أن أجهزة الجسم إذا لم تستعد بصورة كافية لتقبل الجهد المبذول، فإنه من الممكن حدوث إصابات بالغة، لذلك ينصح الشخص قبل ممارسة أي نوع من الرياضة بالقيام ببعض التمارين لإعداد جسمه وتهيئته من الناحية العضوية والنفسية، مشيراً إلى أن لكل رياضة تمارين وحركات خاصة بناءً على المناطق التي يتركز فيها مجهود الجسم، فعلى سبيل المثال فإن لاعب كرة القدم يركز في عمليات الإحماء على أربطة الرجل والركبة أو الجزء السلفي من الجسم، بخلاف لاعب كرة الطائرة الذي يقوم بهذه التمارين مع التركيز الأكبر على عمليات إحماء أربطة وعضلات اليد والكتفين. الحذر أولاً وأشار إلى أن الإصابات الناجمة عن ممارسة الرياضة لا بد أن يتم التعامل بها بحذر تام، والابتعاد عن التكهنات والتقدير لنسبة الإصابة والتدخل في علاجها من دون أن يكون الشخص مؤهلاً لذلك، وهو ما يتكرر حدوثه في الرياضات التي تتم في أماكن خارجية، حيث يتهافت الأشخاص في تقديم العلاجات عند سقوط أحد الأشخاص نتيجة الإصابة، وتجد البعض يمسك مكان الإصابة ويقوم بتحريكه باتجاهات عدة، وهو ما يضاعف نسبة الإصابة التي كان من الممكن علاجها بسهولة، مشيراً إلى أن الإسعافات الأولية بعد الإصابة هدفها التقليل من آثار الإصابة ومضاعفاتها، وتبدأ أولى خطواتها من خلال قياس التنفس ودقات القلب لأنه الغاية الأساسية التأكد الحفاظ على حياة الشخص، ومن ثم تشخيص درجة الإصابة إن كانت تتطلب تدخلاً طبياً فورياً أم يمكن لشخص العودة لممارسة الرياضة بعد أخذ استراحة كافية مع التأكيد على أهمية وضع حبات الثلج على مناطق الإصابة. بناء العضلة أشار الدكتور محمد قنديل إلى أن كثيراً من الإصابات التي يعاني منها الأشخاص ناجمة عن سلوكيات خاطئة أو الجهل بأهمية عمليات الإحماء، وتتكرر هذه الحالات مع بعض الأشخاص الذي يمارسون رياضة كمال الأجسام والذي يطمحون في بناء جسم رياضي في فترة قصيرة، إذ تجدهم منذ اليوم الأول يقدمون على ممارسة تمارين عدة لا تتقبل أعضاء الجسم ممارستها إلا بعد فترة من المواظبة والتدرج في التمارين، أو ربما يدفعهم الهوس بذلك في تناول البروتينات والمكملات الغذائية التي تبني العضل بصورة سريعة ولكن تكمن أضرارها في الإصابة بأمراض عدة يتصدرها هشاشة العظام وانضغاط فقرات العمود الفقري وإزاحتها من موقعها بفعل الأوزان الزائدة التي يحملها هؤلاء الأشخاص، مشيراً إلى الطريقة الأمثل لممارسة رياضة بناء كمال الأجسام هي التدرج البطيء في استخدام الأوزان والتكرار في التدريب لمنح العضلات دعامات طبيعية ومتزنة وبنائها بصورة سليمة. هشاشة العظام هشاشة العظام هي أحد الأمراض التي تحدث نتيجة فقدان العظم لكتلته الطبيعية وتصبح بنية نسيجه متخلخلة وهشة، مما يضعف قوة تحملها بالتالي عدم تحمل الصدمات وسهولة الإصابة بالكسور عند أصغر الحوادث، ويبرز هذا الضعف بشكل خاص في فقرات العمود الفقري أو الورك أو الفخذ أو المعصم. وأكد الدكتور قنديل إن معظم كسور العمود الفقري الناجمة عن هشاشة العظام يتم علاجها بنجاح من خلال تناول بعض الأدوية التي تخفف وتسكن الألم، إضافة إلى معالجة هشاشة العظام من خطة علاجية لهشاشة العظام تشمل تزويد الجسم بالعناصر اللازمة مثل الكالسيوم وفيتامين دال.