ستخلّد الذاكرة كأس العالم البرازيل FIFA 2014 بجملة من اللحظات التي لن ينساها عشاق المستديرة الساحرة على الدوام. أبرزها كان تتويج المنتخب الألماني بالكأس الغالية التي فارقت خزائنه منذ عام 1990، وإقصاء البرازيل المستضيفة بشكل مذل في نصف النهائي، وانتهاء حقبة ذهبية للكرة الأسبانية بشكل مرير. وفي عصر كعصرنا، لا تنتهي أهمية لحظات كهذه على أرض الملعب. فمع بروز وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت مثل هذه المناسبات المميزة الخاصة بالمستديرة الساحرة مدار اهتمام مليارات من جماهير اللعبة الجميلة حول العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونظراً للآنية التي تتمتع بها، وبخاصة تويتر، تحولت هذه الوسائل إلى أداة مثالية لتسليط الضوء على علامات فارقة في البرازيل 2014. ماريو بالوتيللي يطلب قبلة ملكية على الخد، 19 يونيو/حزيران في أعقاب إقصاء إنجلترا نظرياً من النهائيات بسبب الهزيمة على يد أوروجواي وإيطاليا، كانت الفرصة سانحة أمام المهاجم الإيطالي بالوتيللي لكي ينقذ منتخب الأسود الثلاثة عند مواجهة الآزوري لكوستاريكا، وهو ما جعله يطلب بالحصول على قبلة من الملكة مقابل خدماته بإحياء أمل الإنجليز ببلوغ الدور التالي. لكن كوستاريكا تغلبت على المنتخب الإيطالي وتربعت على صدارة المجموعة الرابعة وتم إقصاء الآزوري على يد أوروجواي في آخر مباريات المجموعة. تيم هاوارد وتألق في حماية العرين، 2 يوليو/تموز تمكّن حارس المنتخب الأمريكي تيم هوارد من التصدي ل16 كرة بالتمام والكمال في مباراة دور الستة عشر التي انتهت بالهزيمة على يد بلجيكا، وبفضل هذا الأداء الباهر، استحق حامي العرين المتألق إشادة من الخصوم والجماهير على حد سواء. أما وسم ThingsHowardCouldSave# (أمورٌ باستطاعة تيم هوارد أن يصدها) فقد نال اهتماماً هائلاً، فقام المستخدمون بتركيب صور للحارس وهو يتصدى أمام المرمى بسيناريوهات مختلفة ومضحكة كنوع من التكريم لحارس نادي إيفرتون الذي أتعب مهاجمي الخصم. دافيد لويز وجيمس رودريجيز، 4 يوليو/تموز بعد صافرة نهاية مواجهة ربع النهائي والتي انتهت بهزيمة كولومبيا على يد البرازيل، كان المهاجم جيمس رودريجيز ينتحب من فرط الحزن لكن وفي لحظة روح رياضية مميزة، ظهر دافيد لويز صاحب القميص رقم 4 في الكتيبة البرازيلية لمواساته. أثرت صور تلك المعانقة على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً، حتى أن لويز نفسه غرّد على تويتر ونشر الصورة على موقع إنستجرام قائلاً: "أنت بطل يا أخي". تيم كاهيل والفوز الألماني يُشعلان تويتر، 8 يوليو/تموز تابع العالم بصدمة كبيرة اكتساح الألمان لأصحاب الأرض في الشوط الأول من نصف النهائي، بحيث تم تسجيل رقم قياسي على موقع تويتر لجهة عدد التغريدات الخاصة بحدث واحد 35.6 مليون تغريدة خلال المباراة، وعدد قياسي للتغريدات في دقيقة واحدة خلال تلك المباراة بلغ 580166 (وهو رقم تم كسره أيضاً بعد خمسة أيام) عندما سجل سامي خضيرة الهدف الألماني الخامس. تغريدة واحدة على وجه الخصوص خلال المباراة، أرسلها لاعب خط الوسط الأسترالي تيم كاهيل، حققت حضوراً مذهلاً على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم وطلب فيها عبر هاشتاج timcahilling# أن تنشر الجماهير صور صدمتها بالهزيمة البرازيلية. فوز ألمانيا بكأس العالم وانفجار تويتر بالتغريدات، 13 يوليو/تموز كان النهائي بمثابة حدث ضخم قائم بحد ذاته بحيث تم إرسال 32.1 مليون تغريدة خلال المباراة (ولم يسبقه في هذا العدد سوى عدد تغريدات اللقاء الذي انتهى بفوز ألمانيا على البرازيل 7-1). أما عندما سجل ماريو جوتزي هدف الفوز، أدى ذلك إلى تسونامي من التغريدات بمعدل 556499 تغريدة في الدقيقة التي تلت تسجيل قناص بايرن ميونخ لهدف الفوز. تلى ذلك التغريدات التي أتت بعد صافرة النهاية وقد بلغت 618725 في الدقيقة التي شهدت إعلان تربّع ألمانيا على العرش الكروي العالمي.