تحولت مواقع التواصل الاجتماعي -لا سيما "تويتر" و"فيسبوك"- إلى ما يشبه مجالس العزاء بسبب ما اعتبره مغردون عرب "سقوطا لليمن بيد جماعة الحوثي" إثر إعلان استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في حين غرد مؤيدون للحوثي باعتبار ما جرى "انتصارا لثورة الشعب على الفساد". وكانت لهجة الغضب هي السائدة أكثر من غيرها عبر تغريدات وكتابات من مختلف الدول العربية وخاصة من اليمن ودول الخليج العربي، اعتبر أكثرها أن ما جرى في اليمن "مؤامرة" توزعت الاتهامات لمن شارك فيها، وطالت الرئيس المستقيل نفسه، لكن المتهم الأبرز فيه كانت إيران ومواقف دول الخليج التي رأى هؤلاء أنها تخلت عن اليمن في سياق حربها على "الربيع العربي". ونشط المغردون عبر تويتر عبر عدة وسوم (هشتاغ) كان أبرزها: #اليمن_تسقط_بيد_الحوثي، و#اليمن_تحت_الاحتلال_الحوثي، إضافة إلى وسوم موجودة سابقا وأبرزها "#اليمن_تنتفض. وكتب المحلل السياسي مهنا الحبيل "كما ذكرنا سابقا، هادي يستقيل اسما ومطرود رسميا، واليمن تحت الاحتلال الإيراني رسميا.. ليواجه كل من دعم فتح المجال أمام الحوثي المصير الكارثي". تسليم الحوثيين كما كتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة مرحبا باستقالة هادي "خيرا فعل هادي باستقالته، فليتسلم الحوثيون البلد حتى لو حصلوا على تيس مستعار من جماعة المخلوع". أما رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي فتساءل "اليمن بلا رئيس.. بلا حكومة.. فأين تتجه سفينة بلا قبطان وقيادة؟". أما حاكم المطيري فكتب "ما يجري في اليمن هو الفصل الأخير للثورة المضادة بقيادة علي صالح وبدعم خليجي وتفاهم أميركي إيراني، وليس أمام الشعب اليمني إلا الثورة الجذرية". على صعيد تغريدات النشطاء كانت موجة الغضب أعلى، فكتب أحد المغردين يطالب اليمنيين بالخروج إلى ميدان التحرير و"تحرير اليمن" مما وصفه "الاحتلال الإيراني". وكتب آخر "رسميا علي صالح والحوثيون يستعيدون حكم صنعاء، وسوف يسعون لإعادة السيطرة على المحافظات.. ماذا بقي يا شعب اليمن؟.. هل ترضون هذا الذي يحصل؟". "كتب مغرد من اليمن: السيناريو القادم في اليمن.. أحمد علي صالح رئيسا، بينما كتب عبد الرحمن الحسيني: لن يقف طموح الحوثي عند اليمن.. بل سيتحول لمعسكر تدريب واستعداد صفوي للانقضاض على الحرمين" على طرف آخر تجاذب مغردون حول دستورية استقالة هادي وتسليم السلطة لرئيس البرلمان، حيث كان أبرز ما تم تداوله هنا ما كتبته وزيرة الإعلام اليمنية في الحكومة المستقيلة نادية السقاف من أن شرعية البرلمان من شرعية المبادرة الخليجية التي جاءت بهادي رئيسا انتقاليا، وأن هذه الشرعيات سقطت باستقالة الرئيس. وكان لافتا حجم التضامن العربي مع الوزيرة السقاف التي اعتبرها مغردون عرب من كافة أرجاء المعمورة بأنها صوت اليمن الوحيد الذي ظل ينقل الصورة بعد أيام من صمت الرئيس هادي وحكومته وجيشه، حيث اختارت "تويتر" منصة وحيدة لها بعدما استولى الحوثيون على مكتبها والتلفزيون اليمني ووكالة الأنباء الرسمية "سبأ".