سامية ثابت غالب ، شهيدة القصف الهمجي اليوم على مدينة تعز من قِبل المليشيات ! استشهدت سامية ثابت مساء امس السبت واصيبت بناتها الثلاث بجروح بالغة جراء سقوط قذيفة هاون أطلقتها مليشيات الحوثي والمخلوع على منزلهم الكائن في حي الروضة. في ثلاجة مستشفى الروضة ترقد سامية ، وفي غرف الطوارئ تمتد ثلاثة أجساد لثلاث طفلاتٍ بعمر الزهور ، وامرأة في الثلاثين من عمرها تدعى رمزية راجح عبدالله ، تتوزع الإصابات على أجسادهن النحيلة بقسوةٍ بالغة تشبه قلب قاتلٍ لعين.. يكاد الحزن يقتلك ، ويكاد الألم يعصف بك ، حين تعرف أن الطفلات الثلاث من أسرة واحدة ، إحداهن ابنة الشهيدة سامية وتدعى أميرة عمار عبده محمد ، طفلة في ربيعها الثامن ، والاخرى نورة سامي عبده محمد ، ابنة عم أميرة ، هي الاخرى لا زالت تعيش ربيعها السابع ، فيما الطفلة الثالثة قريبتهن واسمها لميس أحمد مارش “6 سنوات “ ! أمٌ ، وابنة ، وابنة عمها ، وقريبتها ، وخامسةٌ تسكن في منزلٍ مجاور لمنزل الأسرة المنكوبة بقذائف الموت ، وقبح المليشيا! أي أن الأسرة كلها طالتها يد الموت الحوثعفاشية ، وبلا رحمةٍ انتزعت روح الأم ، وأبقت ثلاث طفلات على قيد الألم ، يعانين وجع الجراح ، ويقاسين خيال العيش بلا “سامية” ! حكاية الوجع المأساوية لم تنتهِ بعد.. سيتساءل البعض: ارتقت روح الأم، واستوطنت الإصابة أجساد الفتيات ، فأين الأب من كل هذا ؟ عمار عبده محمد الدوبي ، هذا هو اسم رب الأسرة ، الأسرة التي رحل عنها الأب قبل حين ، لترحل الأم الآن. عمار استشهد في دماج إبان اعتداء المليشيات على أهلها ، وتهجيرهم ، وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم. قتلوا عمار في دماج ، ولم يكتفوا بهذا ، فأتوا محملين بقبحهم ليقتلوا الأم بعد عامٍ كامل من رحيل الأب ، ويصيبوا طفلته بشظايا القذائف ووجع اليُتم والشعور بالحرمان! ستعيش أميرة بلا خيال ، ذلك أن خيالها الصغير رحل برحيل الأب والأم معاً . أميرة كانت ذات يوم تتربع على عرش قلب أبيها ، وتتوهج كتاج زمرد مرصع بالألماس على رأس أمها.. والآن تنام على سريرٍ حديديٍ في غرفة الطوارئ ، بعد أن انتزعت منها المليشيات كل شيء! تبدو القصة مرعبة، وتظهر أحداثها أشبه بفيلمٍ تراجيديٍ حزين.. قد لا تجد شركة إنتاج لتصوير كل هذا ، لكن همجية المليشيات قادرة على صنع ما هو أكثر إرعاباً من هذا..