رغم مضي ما يقارب الأسبوعين على نهائي كوبا أميركا التي خسرتها الأرجنتين لصالح منتخب البلد المضيف تشيلي، إلا أن الأحاديث عن النهائي لا يزال يتردد بالتحديد عن ليونيل ميسي الخاسر الأكبر في هذه البطولة. آخرهم كان دييجو جودين نجم دفاع أوروجواي الذي أقحم نفسه في مشكلة ميسي مع الأرجنتين وتذبذب مستواه معهم، قائلا في تعليق ساخر أن الدفاع في الدوري الإسباني يجعل مهمة "البرغوث" أسهل مما هي عليه في المنتخب الذي يوجه مدافعين أقوياء لا يهتمون بأخذ صور "سيلفي" معه كما يحدث في اسبانيا. التعليقات السلبية التي قللت كثيرا من ميسي، من نجوم كبار مثل دييغو آرماندو مارادونا ونجوم ارجنتينيين سابقين، بخلاف وسائل الإعلام والمشجعين الذي قسوا كثيرا على ميسي بعد خسارة التانغو للقب، هي في المجمل تأتي استكمالا لذات الهجوم الذي تعرض له ابن البارسا بعد خسارة مونديال 2014 أمام ألمانيا. متهمينه بنجم النادي فقط، وأنه يحتاج للكثير حتى يصل لمستوى الحسم والتأثير الذي كان عليه ابن جلدته مارادونا، وأن المقارنة لا تجوز بينهما وخلافه من هذه التعليقات. هذه المحصلة والتوابع السلبية التي تطارد ميسي بعد كل إخفاق لمنتخب التانغو تدفعنا للسؤال.. هل أتخذ ميسي اسوأ قرار في مسيرته الرياضية باختياره اللعب لمنتخب الأرجنتين؟؟. الجميع يعلم أن ليونيل عرض عليه اللعب لمنتخب اسبانيا في سن مبكرة إبان مشاركته في الدرجات السنية مع البارسا، ولكنه فضّل اللعب لمنتخب بلاده، حاله من حال عديد من اللاعبين الذين يرفضون عروض الحصول على جوازات سفر أوروبية لتمثيل منتخبات أخرى. ماذا لو كان ميسي اختار اللعب لإسبانيا؟ مع الأخذ بالاعتبار الفترة الذهبية للماتادور التي سيطر فيها على القارة الأوروبية وحقق بطولة العالم.. هل سيكون ميسي هو أفضل لاعب كرة قدم أنجبته الملاعب متفوقا على أساطير اللعبة مجتمعين؟. نقول هذا لأن كل من يحاول التقليل من ميسي يدخل في جانب أنه لاعب لم يحقق شيئا لمنتخب بلاده فكيف له أن يكون أفضل من مارادونا الذي حقق لوحده بطولة العالم 1986. طرح هذا الأمر لا يقدم ولا يؤخر الآن، ولكنها دعوة للتخيل ماذا كان سيكون عليه ميسي لو كان نجما اسبانيا وحقق بطولة العالم ولقبين لبطولة أمم أوروبا.. وقتها عديد من الأمور كانت ستتغير.. وهذا لا يمنع أننا نستطيع القول الآن بأنه أسوأ قرار اتخذه ميسي في مسيرته الرياضية.