في الوقت الذي تعيش فيه مدينة تعز حالة رعب غير مسبوق بفعل آلات الموت التي تنشر القتل والخراب والدمار في كل أرجاء المدينة استوطن المحافظة وباء حمى الضنك ليأتي هو الآخر على ما تبقى من سكان المدنية المنكوبة التي تعيش وضعا صحيا مزريا للغاية وسط تخاذل عربي وصمت دولي . وفي الوقت الذي أعلنت فيه معظم مستشفيات المدينة إن لم تكن جمعيها إغلاق أبوابها بفعل الحصار المفروض على تعز من قبل ميلشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع أضف إلى ذلك انعدام المشتقات النفطية والكهرباء والمياه فقد وصل عدد الإصابات بحمى الضنك إلى أرقام مهولة لعدد المصابين يوميا بهذا الوباء الذي بدأ بالانتشار والتوسع في المدينة على نطاق واسع . وتشير الإحصائيات الطبية أن عدد الحالات التي تم رصدها خلال شهر أغسطس الماضي 12690 حالة للفحص من المرض إضافة إلى 10200 حالة مشتبهة إصابتهم بالمرض. كما وجد 1050 حالة يتطلب نقل صفائح دموية لها (حالتهم خطيرة جدا) وهناك مالا يقل عن 200 حالة تقريبا توفت نتيجة هذا المرض بتعز، حتى نهاية الشهر الماضي. وعن الوضع اليومي لهذا المرض فإن المعلومات التي تحصل عليها " الموقع " تفيد أن عدد الحالات التي يستقبلها مستشفى التعاون الصغير - حارة المسبح وصلت إلى 200 حالة يوميا للعلاج من هذا الوباء رغم إمكانياته الشحيحة جدا . بينما تجاوزت الحالات التي كان يستقبلها مستوصف الروضة ال450 حالة يوميا، قبل أن يعلن اضطراره للتوقف عن استقبال الحالات المرضية العادية ابتداء من الاثنين الماضي، لعدم وجود الدعم الكافي لذلك ومثله تقريبا أعلن مستوصف الصفوة للأسباب ذاتها. وعبر أحد الأطباء ل"الموقع" عن تخوفه من القادم لاسيما وأن المستشفيات التي كانت تستقبل الحالات المصابة بهذا الوباء قد أعلنت إغلاقها بسبب المعارك المسلحة التي تشهدها مدينة تعز للشهر الخامس على التوالي مما ينذر بكارثة صحية غير مسبوقة قد ينتج عنها مضاعفة الحالات المصابة بهذا المرض وبالتالي زيادة عدد الوفيات في حال لم يتخذ الإجراءات العلاجية المناسبة والعاجلة.
