تحقيق / الخضر عبدالله لم يعد هناك ما يشغل الناس في هذه الأيام العجاف سوى لقمة عيشهم اليومي وفي ظل وضع كهذا لايمكن للإنسان ان يتكلم عن الكماليات ويدخل ميدان المزايدات السياسية والمشاريع الخارقة دون ان يعرج على الخبز المادة الضرورية التي أصبحت سبب ثراء المتاجرين من أصحاب المخابز في ظل تواطؤ الجهات الرقابية المختصة وحصول الفوضى العارمة التي تشهدها بلادنا وفي حصيلة التقرير التالي مايؤكد ذالك.
إخفاق الرقابة: كل شيء أصبح يفصح عن انفلات غير مسبوق لايوجد مايدل على ان هناك رقابة او مواصفات او مقاييس لضبط الجودة وإعطاء كل ذي حق حقه وعلى ذالك تحول أصحاب المخابز والأفران إلى متقطعين بأساليب فنية حديثة. وعليكم إذا ما أردتم شراء الخبز ان تستخدموا الميزان الحساس كي تعرفوا فداحة الاحتيال والابتزاز الذي يمارسه أصحاب المخابز والأفران الذين يجنون الأرباح المضاعفة نتيجة الانفلات الأمني وغياب الرقابة الفاعلة التي تلزمهم باعتماد موازين معينة للخبز او الروتي الواحد بحيث تصبح وزنها معروف علاوة على اعتماد الكيلو لشراء الخبز لكي يتم ضبط الاحتيال بحيث يتم تسعيرة الخبز "بكذا" بهدف الحد من الظلم الفادح للمستهلك الذي يشعر ان هناك حكومة او دولة الا عند استلام الفواتير ودفع الضرائب والرسوم المتنوعة من تحسين واستهلاك وضرائب أرباح وعقارات وزكاة الكثير ومجالس محلية وغيرها الكثير والكثير من صنوف أنواع الرسوم التي تدفع إلى الخزينة العامة وفي المقابل لاتوجد رقابة ولا ضبط ولاربط وكلا يعمل ما يريد حسب هواه والفران يخبز الخبز كيفما يشاء هزيلا ضعيفا قصيرا بحسب المزاج الأمر الذي حول الأمور المعيشية إلى فوضى عارمة وكل واحد حر بخبزه في جميع المحافظات اليمنية وخصوصا عدن أينما ذهب الفوضى أمامك.
نعمل مايخارجنا: سألت صاحب احد الأفران عن سبب هزال الروتي والخبز والرغيف فرفض الإجابة قائلا:- وانتم مادخلكم تدخلون أنفسكم بسروال ضيق ماحد يسألنا الا انتم شغلتم أنفسكم " قلت له :- الحرية والديمقراطية تقتصران على الرأي والرأي الآخر ولاتشملان العبث بعيش الناس وخبزهم .فأجاب قائلا:-هذه الأيام تعيش المحافظات اليمنية بدون قانون او نظام وكل واحد يعمل ما يخارجه ونحن مايخارجنا الا هكذا ولي مايعجبه يشرب من ماء البحر!!!.
"قوت الناس يتعرض للمراوغة"
احد المواطنين كان واقفا أمام احد المخابز وقد رد قائلا:-الأمور مربوشة وكل واحد يعمل اللي يشتهي وانتم تعلمون ان الحكومة مايهمهاش عيش الناس والدليل على ذالك عدم انتشار جهة مختصة بالرقابة على أصحاب الأفران والمخابز لكي تعمل على وضع نظام معين لوزن وحجم الروتي والرغيف حتى لا يطلع هؤلاء ويمارسوا الجشع كما يحدث الان لقد كنت قبل أعوام اشتري بعشرين ريال خبز ونحن أسرة مكونة من شخصين والان نحن أربعة اشتري بمائة وعشرين أحيانا بمائة وخمسين هكذا حسب قناعة صاحب الفرن مع أنهم كلهم متفقون على ابتزاز المواطن. ويقول احد أصحاب المطاعم الشعبية :-ان الخبز او الرغيف اوالروتي أصبح يعاني من الهزال وهناك زبائن يتذمرون من ضعف وهزال الروتي وكان الزبائن يكتفون بقرصين من الروتي او حتى واحد أما الان فاقل زبون لايشبع من أربعة أقراص وفوق هذا تجده زعلان وغير راضي عن خدمتنا مع انه ليس لنا اي علاقة بصناعة الروتي والرغيف لان أصحاب الأفران والمخابز هم الذين يحتالون على المواصفات والمقاييس من اجل مضاعفة مكاسبهم وهذا يتم برضى الجهات الرقابية التي لا تسألهم عن هذه المخالفات والاحتيال الواضح وضوح الشمس على قوت الناس وخبزهم اليومي.