اجتاحت الشعوب العربية امال في التغيير نحو غد افضل بعد احقاب من الركود والمعاناة عاشتها منذو ثووراتهم على المستعمر الاوروبي الذي ورثت الحكم عنه انظمة هي في حد ذاتها اشد خطرا ووبالا على الشعوب العربية من المستعمر ذاته تلك الانظمة مارست الظلم والقهر والفساد والتكميم والتضييق على الحريات ما ادى ذلك الضغط على مدى عشرات السنوات الى الانفجار فكانت تونس هي شرارة تلك الثورات التي اجتاحت تلك الانظمة وراحت تسقطها الواحد تلو الاخر الا ان الثورات لم تجني ثمارها خيرا على الشعوب العربية ولم تكن مكاسب وايجابيات خالصة انعكست على المواطن العربي بل لحقت بها سلبيات بحسب الواقع العربي المعاش فمن المكاسب والإيجابيات لتلك الثورات : القضاء على الأنظمة القمعية البوليسية وما رافقها من ظلم واضطهاد إطلاق العنان للفكر والرأي والإبداع والانتقاد والمعارضة ضمن فضاء من الرأي والرأي الآخر.
إنهاء نموذج الحاكم الملهم الذي يريد لنفسه أن يكون في نظر شعبه معصوما عن الخطأ والمساءلة.
فتح الآفاق أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية بعد أن وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من انسداد الأفق والجمود.
إعادة الاعتبار للشباب كونهم محركي النهوض الجماهيري وهم بغالبيتهم مهمشون سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بفعل النظم السائدة.
إعطاء المرأة العربية دورا أكبر في صنع القرار والمشاركة السياسية بعد عقود طويلة من التهميش.
الإسهام في انتهاء نزيف الأدمغة وعودة الكفاءات الوطنية وربما الأهم هو قطع رأس الفساد الذي كلف الاقتصادات العربية خلال نصف قرن ما بين فترة 1950 م و2000 م أكثر من تريليوني دولار حسب دراسات نشرت قبل الثورات. ومن المخاطر والسلبيات : زيادة روح الشرذمة بين قوى الثورة ومكونات المجتمع إلى حد الاقتتال والتكفير واستخدام الدين في الاستقطاب كما في النموذج الليبي والسوري , الدمار والخراب الذي لحق بالمساكن والمباني والأحياء وتدمير البنية التحتية والمرافق الحكومية التي يحتاج إلى إعادة ترميمها أو بنائها سنين طويله سوف تؤخر بشكل كبير الالتفات للقضايا الوطنية الكبرى كالقضية الفلسطينية.
الأحلاف الدولية والتبعية الخارجية لدول الربيع العربي لم تتغير ولا يبدو في الأفق أي تغيير فيها لتبقى دول الربيع العربي تدور في نفس الأفلاك قبل الثورة وما نجم عن هذا الدوران والتبعية من آثار على قضايا الأمة الكبرى.
ضرب النموذج الديني والخيار الإسلامي في وجدان المواطن العربي من خلال فشل الاسلامييبن بعد فوزهم سيما أنهم أعلنوا في الدول التي وصلوا فيها للحكم أنهم لن يخرجوا من عباءة التحالفات السابقة وسياساتهم مع دول الغرب الكبرى ولن يمسوا بأذى الاتفاقيات المبرمة من قبل الانظمة السابقة مع غيره من الدول مما يدفع المواطن العربي إلى التأمل والتساؤل : ما الذي تغير اذاً ؟؟؟.
دفع قوى الثورة فاتورة دعمهم إبان الثورة من قوى خارجية من خلال عقود طويلة الأجل تسيطر فيها الدول الداعمة للثورة على النفط العربي أو على كثير منه وهو ما يعني استمرارا للحالة السابقة وربما أسوأ منها كون الدول الداعمة هي نفس دول دعم النظام السابق مما يقضي على أحلام التنمية الاقتصادية الحقيقية في دول الربيع العربي.
تفكيك الدولة والمؤسسات والجيش والأمن وتدمير البنى التحتية بفعل مقصود وانتشار السلاح غير المنظم والمقنن بين المواطنين وبكميات هائلة. وانتشار الفوضى في ظل غياب للقانون. وإن أخطر ما يمكن تصوره في تلك المخاضات العربية هو تفكيك الدولة ومؤسساتها الخدمية والقانونية والعسكرية والأمنية وتدمير البنى التحتية وانتشار الفوضى والسلاح.
إن الحديث عن الربيع العربي حديث لا يجوز مطلقا أن يتم عبر بوابة مشرقة وبعيون متفائلة فقط إنما يجب أن يكون الحديث عنه من كافة الزوايا حتى يدرك المواطن العربي كيف يتصرف ومتى ومن يؤيد في خضم هذه الجملة من المفاسد والمصالح أخذا بعين الاعتبار القواعد الشرعية المنظمة في هذه الحالة كقاعدة : تحمل الضرر الأخف لدفع ضرر أشد.
و من باب او قاعدة درء المفاسد اولى من جلب المصالح نحن نرى بانه لا فائدة من كل ثورات الربيع العربي و لم تستقر دولة من تلك الدول حتى الان بل زاد التفكك و الفساد و العمالة و الفوضي و تدهورت اقتصاديات كل الدول حتي النفطية مثل ليبيا و العراق و لم تستقر بعد و لم يصلوا لمرحلة ما قبل الثورات والمشهد المصري خير دليل على ذلك فمصر تم دعمها بمليارات الدولارات ولكن الوضع اسوء مما كان سابقاً.