قدم أندريس بيهرينغ بريفيك، النرويجي المتهم بارتكاب مذبحة في جزيرة بالقرب من اوسلو أودت بحياة 77 شخصا، وصفا تفصيليا أمام المحكمة للمذبحة وقال إن بعض الضحايا "توسلوا" له ألا يقتلهم.وقال بريفيك للمحكمة إنه رأي بعض الناس على جزيرة يوتويا وقد "اصابهم الخوف بالشلل" بينما كان يصوب سلاحه لاطلاق النار عليهم.وقال بريفيك، 33 عاما، إنه شخص طيب ولكنه قرر "إغلاق" كل احاسيسه لتنفيذ الهجوم. وبعد ان فجر قنبلة في مقر حكومي في اوسلو يوم 22 يوليو / تموز عام 2011، قتل بريفيك 69 شخصا في معسكر للشباب تابع لحزب العمال في جزيرة يوتويا.وقال بريفيك في شهادته الجمعة إنه دخل الجزيرة في زي ضابط شرطة وقال للحراس في الجزيرة إنه كلف بالتوجه إليها اثر التفجيرات في اوسلو.
وقال ستيف روزينبرغ موفد بي بي سي الى المحاكمة إن بريفيك قدم اثر ذلك وصفا تفصيليا لكيفية قتله للضحايا.وقال بريفيك إنه قبل قتل اول الضحايا "سمع المئات من الاصوات في رأسه" تطلب منه الا يشرع في القتل.ولكن بعد القليل من التردد، أطلق النار وقتل شخصين وبعدها زال التردد.
وقال بريفيك "اصيب بعضهم بالشلل التام الذي منعهم من محاولة الفرار".وأشار بريفيك إلى أن "بعضهم كان يتوسل ألا أقتله. قمت بإطلاق النار على رؤوسهم".وأضاف بريفيك إن بعضهم تظاهر بأنه قتل ولكنه لم ير أنهم مصابون بأي جروح، فأطلق النار عليهم للتأكد من موتهم.
بكاء في القاعة:
واستمر بريفيك في اطلاق النار وكان يقنع المختبئن بالخروج من مكان اختبائهم بأنه من رجال الشرطة الذين جاءوا لانقاذهم.وأضاف بريفيك "عند خروجهم من مخابئهم كنت اطلق النار مصوبا على رؤوسهم".وقال روزينبرغ إن الصمت الذي كان يسود القاعة حل محله صوت البكاء.
وأقر بريفيك بعمليات القتل ولكنه نفى اي مسؤولية جنائية، وقال إنه نفذ ما قام به لحماية أوروبا من التعددية العرقية والثقافية.وقال بريفيك إنه كان يتوقع ان يكون الهجوم على المبنى الحكومي في اوسلو الهجوم الاهم ولكن الجزيرة "اصبحت الهجوم الاكثر اهمية نتيجة لعدم انهيار المبنى الحكومي".
وتحاول المحكمة البت فيما إذا كان بريفيك متمتعا بكامل قواه العقلية. وإذا ثبت ذلك سيحكم عليه بالسجن 21 سنة على الاقل، يمكن للمحكمة تمديدها.واذا تقرر انه مختل عقليا، سيتم نقله إلى مصحة نفسية.ويقول بريفيك انه ليس مختلا عقليا ولكنه متطرف سياسيا.
وفي وقت سابق من الجمعة أكد بريفيك أنه "في الظروف العادية انسان لطيف يعنى ويهتم بمن حوله"وقال إنه "يتفهم تماما" أسباب شعور الآخرين بالذعر والهول من شهادته.وقال بريفيك انه بدأ عام 2006 برنامجا مدروسا "لتجريد نفسه من المشاعر الانسانية".وأضاف بريفيك أن التعاطف مع الآخرين لم يكن مسموحا به لأنه "سينهار عقليا" إذا حاول ادراك ما قام به.وعندما سئل عما إذا كان يمكنه الشعور بالحزن، أجاب بنعم قائلا إن "جنازة شقيق احد اصدقائه كان اكثر الايام حزنا".