استعرضت شركة سيمنز في فرنسا النموذج الأول من الطائرة الكهربائية التي ستدشن السوق في سنة 2017، كما كشفت طموحاتها لانزال طيارات النقل الجوي الكبيرة إلى السوق بدءًا من سنة 2030. طائرات هجينة ويفترض أن يكون النموذج الأول كافيًا لنقل عدد صغير من الركاب من دون وقود، وبالاعتماد التام على المحرك الكهربائي، بين المدن في داخل كل دولة. اما نموذج ما بعد التطوير فسيكون مخصصًا لنقل مابين 70 و100 راكب ولمسافات تزيد عن 1000 كيلومتر.
وذكر جان بوتي، من المجلس التنفيذي التقني لشركة آيرباص، انه يطمح لرؤية الجو مشحونًا بالطائرات والهيليكوبترات الكهربائية التي لاتلوث الجو. وأكد ان آيرباص بدأت بتحقيق هذا الحلم مع سيمنز، من خلال إنتاج النموذج الأول من طائرة النقل البيئية.
وإذا ما سارت الأمور على ما يرام، تقلع أول طائرة هجينة من الحجم الكبير، بمعنى انها ذات محركين أحدهما كهربائي والآخر يعمل بالوقود، في العام 2030. وهناك محادثات تجري بين سيمنز ورولز رويس حول تقاسم عمليات تطوير وإنتاج سبعة نماذج أولية لكل من المحركين.
وفسر بوتي منحى آيرباص الكهربائي على أساس الأسباب البيئية التي تدفع بهذا الاتجاه، وعلى أساس المنافسة مع شركات إنتاج الطائرات الخاصة بالمسافات القصيرة بين المدن في روسيا والصين وكوريا الجنوبية وغيرها.
الأولى تقلع من بوردو وطرحت ايرباص عدة نماذج مصغرة من الطائرات الكهربائية الصغيرة في المعارض الدولية السابقة، إلا أن إعلانها الحالي يدور حول التحول من التجارب إلى مرحلة الإنتاج للسوق. وسيجري إنتاج سلسلة من الطائرات الصغيرة عبر شركة تابعة لايرباص، تحمل اسم "فولت آير"، تتخذ من ضواحي بوردو الفرنسية مركزًا لها. وستطرح الطائرة الأولى من نوعها مع بداية العام 2017.
وسبق للنموذج الأولى من هذه الطائرة ذات المحركين أن تمت تجربته بنجاح في مارس الماضي، وتنوي آيرباص عرض نموذجها الجديد لاحقًا في المعرض الدولي للطيران ببرلين 20-25 أيار (مايو) القادم.
ولايزيد طول الطائرة، التي يقودها طياران، عن سبعة أمتار، ولايزيد عرض الجناحين عن عشرة أمتار. وتكفي بطاريات هذه الطائرة الصغيرة للتحليق لمدة ساعة، بسرعة 220 كيلومتر في الساعة، وبقدرة محرك تبلغ 60 كيلوواط. يلي ذلك، بعد سنتين، إنتاج طائرتين أخريين تحفظت ايرباص بالكشف عن تفاصيلهما، لكنهما بمقعدين، وبأربعة مقاعد، على التوالي، وتصلحان بالتالي إلى عائلة أو لنقل وفد صغير. وأطلقت الشركة على النموذج الأول من الطائرة الكهربائية اسم"فان.4".
كهربائية بسبعة محركات وضمن مشروع "إي-ثرست" الذي يمكن أن تشارك فيه شركات رولز رويس وسافران وليبهير أو زودياك، يجري العمل على إنتاج طائرة نقل ركاب كهربائية كبيرة تطير بقوة ستة محركات كهربائية، وسابع يشتغل بالغاز، ويعمل بمثابة مولد كهرباء لصالح المحركات الكهربائية الستة.
كانت سيمنز أعلنت منذ سنوات سريان مشاريعها لإنتاج محركات الطائرات الكهربائية الكبيرة، ووقعت إثر ذلك مع آيرباص على اتفاقية في العام 2013 للعمل المشترك. ويفترض أن تكون هذه المحركات، بحسب جين بوتي، أبرع من غيرها في إنتاج الكهرباء، وتختصر الكثير من الكهربائية التي تفقد اعتياديا أثناء الاقلاع والهبوط والمناورة.
وتأخذ سيمنز على عاتقها أيضًا تطوير بطاريات خاصة ملائمة وبأحجام كبيرة. وخصصت سيمنز فرعًا جديدًا للشركة في اوتبورن، قرب ميونخ، من أجل العمل على إنتاج محركات الطائرات الكهربائية الكبيرة.
والجدير بالذكر أن بوينغ لا تتلكأ كثيرًا في سباق المسافات الطويلة نحو كهربة الطائرات، وسبق لها قبل أربع سنوات أن طرحت نموذجًا مصغرًا لتصوراتها، أطلقت عليه اسم "شوغر فولت" عن طائرة المستقبل الإلكترونية.
ويعمل النموذج الأول من بوينغ البيئية الصغيرة بمحرك وقود اعتيادي يتولى الارتفاع بالطائرة عن الأرض، لتتولى لاحقًا المحركات الكهربائية تسيير الطائرة.
ولم تعلن بوينغ رسميًا حتى الآن انتقالها إلى صناعة الطائرات الكهربائية، كما فعلت ايرباص، وربما يحسب الأوربيون انهم قطعوا شوطًا صغيرًا من خلال هذه الخطوة في السباق أمام بوينغ. لكن أحدًا لا يعرف ماذا تخبيء بوينغ في جعبتها من مفاجآت.
أجواء أنظف لا تستثني آيرباص العامل الاخلاقي والبيئي في سباقها مع بوينغ على عرش النقل الجوي، وسبق لها أن أعلنت عن خريطة طريق بيئية، تخطط لتقليل اطلاق غاز ثاني أوكسيد لكربون في الهواء بنسبة 70% من الطائرات، وتقليل ضجيج طائراتها بنسبة 60% حتى العام 2050.
ربما أن الأنظف، من ناحية بيئية، هي طائرة مهندس الطيران الاميركي بيرتراند بيكارد، الذي طار بطائرته البيئية الصغيرة مسافة 5000 كيلومتر بين نيويورك وسان فرنسيسكو سنة 2013. طارت الطائرة، التي اعتمدت خلايا الطاقة الشمسية، بسرعة 50 كم/ساعة، لكنها لم تستخدم قطرة واحدة من الوقود التقليدية.