كل تاكيد اعزائي القراء هناك فرق بين الثائر وبين الثور ولكن اذا لم يعتمد الثائر على تفكيره العقلاني في المراحل الثورية فان تصرفاته ستكون مشابهه لتصرفات الثور الذي يغضب ويثور حين يرى الرقعة الحمراء حيث انه يهدر كل وقته بالهجوم باتجاه الرقعة ولم يفكر ولو لمرة واحدة بالهجوم على من يحركها وبهذا التصرف اصبح الثور مصدر للضحك والسخرية . للاسف مثل هذه التصرفات الغبية يمارسها بعض الثوار وهي احد الاسباب التي عرقلة الثورة وحرفتها عن مسارها الرئيسي الذي قامت من اجله , وكأن الثورة الجنوبية تجسدت في تصرفات الثور الغاضب الذي يبذل كل طاقاته على اعتقاد انه يقترب من تحقيق مراده ولكن في المقابل يواجه مزيداً من المتاعب . اذا اردنا استعادة جنوبنا المسلوب علينا ان نغير من التصرفات التي لا تجدي نفعاً وان نرتقي باخلاقنا الثورية وننشر ثقافة الوعي الثوري حتى نصل الى قمة النضج , فبعض الثوار يرتكبون اخطاء فادحة لا يدركون عواقبها بل لا يعتبرونها حتى من الاخطاء البسيطة مع انها تساهم بطريقة غير مباشرة في عرقلة الثورة .
فمثلاً عندما ننتقد السيد البيض باسلوب استفزازي فاننا بانتقادنا نستفز المؤيدين لشرعيته ايضاً وبهذا نمنحهم فرصة للدفاع عن شرعية رئيسهم من باب الرد بالمثل ومن ثم يبالغون في ردودهم وتكون اكثر استفزازاً لانهم يضعون كل منتقدي الشرعية الزائفة في قائمة الخونة والعملاء . مع ان مستشاري البيض لم تكن كل جهودهم المبذولة لايجاد حلول تخلصنا من عجرفة المحتل الجاثم على صدورنا والا كان باستطاعتهم على الاقل ان يضعوا خطط مستقبلية من خلالها سينال شعب الجنوب على حريته واستقلاله واستعادة دولته بما انهم يملكون المال والاعلام . ولكنهم منذ اعلان السيد البيض انضمامه للحراك الجنوبي وهم مسلطين الضوء على شرعيته ومعتمدين في سياستهم على استغلال الثوار السذج من اجل تاييد الشرعية وليس لطرد المحتل .
فالبيض مجرد شخص غبي احمق ومستشاريه لا يتجاوزوا عدد الاصابع ولن يستطيعوا ان يحرفوا مسار الثورة الجنوبية اذا تم كشف اكاذيبهم وفضح نضالهم الزائف . لذا يجب تقديم نقد بناء وان ناخذ بالمعطيات والمنطق ونبتعد عن المهاترات والتشنجات وان نتحلا بالصبر لكسب نضالات وتضحيات الثوار السذج وتوظيفها لمصلحة الثورة فنحن لسنا بحاجة لمزيد من التشرذم والتفكك كما اننا بحاجة ماسة الى توحيد صفوف الثوار الشرفاء لمواجهة المحتل الهمجي المتعجرف .