توجت مليونية 27 ابريل بالمكلا نضالات شعبنا الجنوبي التواق الى الحرية والاستقلال واقامة دولته الجنوبية الجديدة ، بهالات النصر المرتقب وبشائره المطلة في الأفق ، وبلغت المليونية رسالة شعبنا إلى من يهمه الأمر وحددت مطالبه ومواقفه فقد سمع كل ذي صمم وأبصر كل ذي عينين ، ولم يتعامى الا أعمى البصيرة ، وما أشد غيظ المحتل وأكبر حنقه فقد أزفت ساعة رحيله وجلاءه من أراضينا المغتصبة مرغماً لا مختارا فالأرض لأصحابها والوطن لأهله . واليوم يضع شعب الجنوب الأبي نتائج هذا الفعل الثوري العظيم بين يدي قادته المعتبرين وعلى رأسهم قائد الثورة ومفجرها الزعيم حسن أحمد باعوم والرئيس الثائر السيد علي سالم البيض متفقين لا مختلفين متحدون لا متفرقون ، فما ابلغ من أصوات هذه الملايين الثائرة في ميادين النضال والاستبسال ، وما انصع من فعلهم الثوري الذي أذهل العالم بصموده واستمراره المتوهج في عزيمة لا تعرف الخور والهزيمة . نتائج هذا الفعل الثوري المليوني يضعه شعبنا بين يدي قادته سلاحاً وحق يسحق كل باطل ، وقد بذل قادة الجنوب ومفكريه وساسته وثائريه ومناضليه على كافة الأصعدة جهدا كبيرا ارتقى بقضية شعب الجنوب إلى أعلى درجاته .
وقد أثمرت وأينعت جهودهم ومساعيهم ولم يبقى إلا القليل المتبقي ، ومن ذلك القليل التفاوض الذي ننشده مع قوى الشمال لا الدولة ، فلا دولة مقامة هناك ولا دولة مقامة هنا ، ولا شرعية لأبناء الجنوب هناك ولا شرعية لأبناء الشمال هنا ، نعم أن الموجود على الساحة قوى قبلية شمالية متنفذة ومتسلطة استباحت الجنوب أرضا وشعبا ، وشعب جنوبي يريد التخلص والفكاك من قبضة هذه الشرذمة ، واحوج ما ننشده من قادة الجنوب اليوم هو المطالبة باستعادة الوطن المسلوب من سالبيه بالتوجه إليهم مباشرة أو بالوساطة فصاحب الحق أولى بالسعي واجد ر به في طرق كل باب واستخدام كل وسيلة ترجع إليه حقه المغتصب .
أني أرى أن الذهاب مباشرة إلى علي عبد الله صالح وعلي محسن وحميد عبد الله والشيخ الزنداني وكل القوى المتنفذة في الشمال بما يحملوه من تناقض أجدى كذا مرة من الذهاب إلى السيد جمال بن عمر ، واقرب من استخلاص الحق من مغتصبيه ، فلو بعث الرئيس علي سالم برسول (شخصية سياسية كبيرة مؤمنة بحق شعب الجنوب في الاستقلال) ورسالة الى الرئيس علي عبد الله صالح وطالبه بمطالب شعب الجنوب ، وكذا الشيخ حميد برسالة ورسول (شخصية من عالم المال والأعمال) وكذا الشيخ الزنداني برسالة ورسول (شخصية دينية برتبة مفتي) وهكذا ، ولنكتب لهم في رسالتنا (أن شعب الجنوب يعتبركم غاصبين لارضه محتلين له عابثين بمقدراته مستبيحين لكرامته وعزته وحقه في الحياة الكريمة ...) وأني على يقين بأن خطاب (الاحتلال أو الموت) سيتغير لديهم وحتما سنصل إلى تحقيق رغبة أبناء الجنوب في استعادة دولتهم ، هذا مانراه فهل سيفعله قادة الجنوب .