أصدر رئيس أوكرانيا بالوكالة، رئيس البرلمان، ألكساندر تورتشينوف، مرسوماً متعلقاً بإعلان "التعبئة الجزئية" في صفوف الجيش، بسبب الأحداث الجارية شرق البلاد، وأرسله إلى البرلمان للمصادقة عليه. وبحسب المرسوم، الذي نشرته رئاسة الجمهورية في موقعها الرسمي على الإنترنت، فإن حالة التعبئة الجزئية ستستمر لمدة 45 يوم في صفوف الجنود، الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإجبارية، إضافةً إلى الموجودين على قائمة الإحتياط. وكانت أوكرانيا وقعت الأسبوع الماضي قراراً، يتعلق بتجنيد الرجال المؤهلين صحياً من سن 18 – 25 عاماً، في الخدمة العسكرية الإجبارية، وذلك على إثر الأوضاع السياسية والإجتماعية المتأزمة شرق وجنوب البلاد. من جهته، استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، رئيس "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، ديدييه بوركهالتر، الذي دعا الى "وقف اطلاق النار" في شرق أوكرانيا، من أجل إفساح المجال أمام تنظيم الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 مايو/أيار، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس". ومن المفترض أن يتباحث بوركهالتر مع بوتين حول اقامة طاولات مستديرة بإشراف "منظمة الأمن والتعاون"، من أجل تسهيل حوار وطني بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا، والذين يسيطرون على مناطق بشرق أوكرانيا. وطلبت أوكرانيا مساعدة الأسرة الدولية لتنظيم الاقتراع، الذي يبدو مهدداً مع تصاعد أعمال العنف الانفصالية في البلاد. ودعت وزارة الخارجية الروسية، كييف، اليوم الأربعاء، إلى الكف فوراً عن "استخدام القوة ضد شعبها". وقالت الوزارة في بيان "السلطات غير الشرعية في كييف ماضية وبشكل فج في سحق الحقوق المعترف بها على نطاق واسع بالتواطؤ مع رعاتها الغربيين" كذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، الأوروبيين بالتغاضي عن تصاعد موجة "الفاشية" في أوكرانيا، وذلك في معرض حديثه عن مقتل 40 شخصاً من الموالين للروس في أوديسا (جنوب). وقال لافروف خلال حفل مع اقتراب الاحتفالات بذكرى النصر في 1945 على النظام النازي "منذ سنوات عدة تغضّ أوروبا النظر عن واقع أن الايديولوجية الفاشية تكسب مؤيدين جدداً، وأن مروجيها يجتذبون المزيد من الاتباع". واضاف "ما حصل في أوديسا في 2 مايو/أيار هو محض فاشية". وقُتل 40 شخصاً، معظمهم من الموالين للروس، يوم الجمعة الماضي، في مبنى رسمي في أوديسا، المدينة الساحلية الواقعة جنوباوكرانيا، في حريق فيما كانوا متحصنين فيه بعد مواجهات مع قوميين أوكرانيين. وفي ردّ فعل جورجي، على الأحداث في أوكرانيا، أشارت وزيرة خارجية تبليسي، مايا باندشيكديز، الى أن "روسيا تفكر بمنطق أنها فقدت نفوذها السياسي على معظم الجمهوريات السوفياتية السابقة"، واصفة هذا الأمر ب"التفكير بالخاطئ". وأضافت في حوار مع صحيفة "كورير" النمساوية اليومية، أن "هناك العديد من صيغ التعاون مع موسكو من خلال حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والعلاقات الثنائية". واعتبرت أن "روسيا تعبر عن مخاوفها في العديد من المحافل الدولية بدعاوى مختلفة وواهية". وحول تأثير فرض عقوبات اقتصادية على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي، قالت إن "هذه العقوبات تعني حرباً اقتصادية، وعلينا أن ننظر جيداً إلى تأثيرها على الاقتصاد الأوروبي، ونفكر جيداً فيما يجب فعله وما نريد تحقيقه". وأكدت رغبة جورجيا في "الاستقلال السياسي والحصول على عضوية الأطلسي"، مشيرة إلى "ضرورة ألا تقف روسيا في طريق التعاون مع الأطلسي". من جهته، حذّر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، من أنه "اذا لم تنظم الانتخابات الرئاسية فستحل الفوضى ويزداد خطر الحرب الأهلية". إلا أن كييف ترفض هذه الفرضية في الوقت الحالي. ونقلت "فرانس برس" عن وزير خارجيتها، أندريه ديشيتسيا، قوله اثر اجتماع لمجلس أوروبا في فيينا، أن "الحكومة الأوكرانية ملتزمة تنظيم الانتخابات الرئاسية في الموعد المقرر". وطلبت السلطات في كييف إرسال "مراقبين دوليين الى أوكرانيا للاشراف على الانتخابات". كذلك دعت شركاءها إلى بذل "كل الجهود لإزالة التهديدات والاستفزازات الخارجية التي تدعمها روسيا في أوكرانيا، وذلك للتمكن من اجراء الانتخابات في شكل حرّ وديموقراطي". ومن المفترض أن تتيح الانتخابات اختيار خلَف للرئيس، فيكتور يانوكوفيتش، القريب من موسكو والذي أطاحه حراك شعبي في شباط/فبراير. وأعلنت روسيا، التي ترفض الاعتراف بالسلطات في كييف، أنّ تنظيم انتخابات في الظروف الحالية أمر "عبثي". وفي هذا الاطار ندد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس الثلاثاء، باعلان الانفصاليين الموالين لروسيا عزمهم على اجراء استفتاء في شرق اوكرانيا، في 11 مايو/أيار المقبل، مؤكداً أنه "سيكون استفتاءً وهمياً". وقال "لن نبقى مكتوفي الأيدي في ما تقوم عناصر روسية بتأجيج التوتر، بدل الوفاء بالالتزامات المُعلنة"، رافضاً اجراء استفتاء "وهمي" في مدينتي دونيتسك ولوغانسك. واضاف للصحافيين، بعد لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون "نرفض بكل بساطة كل هذه المحاولة غير القانونية، لإحداث مزيد من الانقسام في أوكرانيا. فالاستمرار في هذه الخطوة سيعرقل جهود نزع فتيل التصعيد أكثر". ويبدي الغرب قلقاً متزايداً ازاء تطور الأحداث في الأيام الأخيرة في أوكرانيا، بعد مقتل عشرات الأشخاص في أعمال عنف منذ يوم الجمعة. الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن "المشاهد التي تصلنا مرعبة وخصوصاً منذ مأساة أوديسا، لسنا بعيدين جداً من مواجهة عسكرية في أوكرانيا". وأضاف "ينبغي ألا يعتقد أحد أن الخطر والتهديد محصوران بأوكرانيا. عبر هذا النزاع، فإن كل المشهد الأمني في أوروبا الذي نشأ منذ عقود مهدد بالتدمير. لهذا السبب علينا بذل ما في وسعنا لتفادي هذا الخطر والدخول في حرب باردة جديدة". ويمكن أن تحمل الأزمة الحالية حلف شمال الأطلسي على التواجد عسكرياً بشكل دائم في الدول التي كانت في الكتلة الشرقية. واعلن قائد قوات الحلف الاطلسي في أوروبا، الجنرال فيليب بريدلاف، أمس الثلاثاء، في أوتاوا "نتابع عن كثب تطور الأحداث المأسوية التي تجري في شرق أوكرانيا، وسنبقى قلقين على مصير السكان". ونصحت الأجهزة الأمنية الأوكرانية مواطنيها، أمس الثلاثاء، بالتزام الحذر وعدم الانجرار وراء استفزازات محتملة. كذلك، حذرت المرشحة للانتخابات الرئاسية، رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشنكو، من "خطر جدي يهدد حياتها"، وفق ما نقل محاميها، سيرغي فلاسنكو.