خرجت الجماهير في الجنوب من بيوتها الى ساحات الشرف والحرية بطرق حضارية وسلمية في مليونية هزت عدنوالمكلا في 27أبريل المنصرم رافضة إعلان الحرب على الجنوب واليوم تخرج من كل الجنوب الى عدن تعلن وبصوت واحد وخطاب سياسي واحد ومن حنجرة واحدة أننا شعب الجنوب نعاني احتلال قاسي وصعب وشرس مارس علينا كل أنواع وأشكال العنف والقهر والظلم ونهب ثروانا ودمر دولتنا وكل كياننا منذ أن تم احتلال قوات نظام الجمهورية العربية اليمنية في 7 يوليو 1994 وحتى اللحظة. نريد التخلص بعد معاناة وحدة ظلم وجور ونهب وسلب، وتمت من دون استشارتنا أو مشاركتنا في ذلك القرار السيء السمعة والصيت ونعاني منه كل هذه المشاكل والمحن ومن دم قلوبنا دفعنا ولازلنا ندفع في اليمن والجنوب ثمن أخطاء القيادات التي أساءت لنا وتعاملت معنا بتلك الصورة اللا إنسانية طوال حكمها الشمولي للجنوب أو لليمن.
اليوم وللمليونية الثالثة عشر يخرج شعبنا بصدور عارية لمواجهة الموت من أجل الحياة ليبحث عن وطن ضائع طالبا المجتمع الأقليمي والدولي مساعدته في استرداده.
وعلى الرغم من أن اللعبة الدولية في معالجة القضية لم تأتي بجديد بل تم شطب القضية الجنوبية من مؤتمر الحوار والإعلان شكليا بمناقشتها في ظل غياب الممثلين الحقيقين لشعب الجنوب.
تعمدت الجهات المنظمة والمشرفة على المؤتمر بأقلمة الجنوب وتقسيمة الى قسمين بهدف إبقاءه تابعا للاحتلال اليمني.
صورة المشهد لم تتغير قط، حيث أعاد نظام الاحتلال أنتاج نفسة وفق متغيرات مابعد ثورة التغيير الشبابية والتحولات التي طرأت في المشهد السياسي الجنوبي بهدف الالتفاف على قضية شعب الجنوب واستخدام واستغلال المبادرة الخليجية والتأييد الدولي لها كحصان طروادة ومن ثم الأطباق على القضية الجنوبية ومحاولة قطع نفسها في التواصل مع الجهات ذات العلاقة إقليميا ودوليا.
وخدمت الاحتلال أيجابا عملية وضع اليمن تحت الوصاية الدولية واعتبار أن الشواهد التي قامت واعتمدت عليها توجهات المجتمع الدولي وبمؤازرة خليجية تخدم عملية إبقاء الوضع كما هو عليه حتى وأن تم وصول الجمهورية اليمنية الى أنجاز الخطة الأمريكية على النحو الذي شرعت فيه حتى الآن وتنفيذ مراحل جيلات الحروب المؤدية الى تعميم الفوضى الخلاقة على شاكلة ثورات الربيع العربي.
أن تنظيم مليونيات المكلا قبل أسبوعين وعدن اليوم أنما تحمل رسائل واضحة بعدم الانجرار خلف مشروع تقسيم الجنوب وأن الجنوب وحدة واحدة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وفق عصبوية شعب الجنوب العربي عبر التاريخ.
وتحمل أيضا نداء بضرورة الاستجابة الى أرادة شعب الجنوب واقرار حقوقه الوطنية ليتعافى ويعود لمواصلة حركة تطوره في العملية التاريخية الإنسانية كما كان.
وعلاوة على ذلك تبقى مؤامرات إبقاء الجنوب ملحقا باليمن فاشلة لعدم وجود مبررات نجاحها في واقع الجنوب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا, بل من يعتقد أن عودة الدولة الجنوبية خطرا على السلم والاستقرار في المنطقة والعالم فهو واهم . والعكس من ذلك ستتغير الصورة وتتغير الأحوال لما امتلت تجربتنا المُرة من كوراث في غياب دولة الجنوب.
وفي ندوتي لندن يوم 17 فبراير 2014 و 28 أبريل 2014 قبل مؤتمر أصدقاء اليمن أتضحت الخطة بوضوح أن لدى القائمين خطة أخرى معاكسة تماما لما هو اليوم حتى في واقع مابعد مؤتمر الحوار لم يفصح عنها لكنها قيد ماتخلص اليه تجربة الأقلمة المتوقع فشلها مسبقا والانتظار للخيار المناسب الذي يقترب بل يتطابق والإرادة السياسية للشعبين في اليمن والجنوب في مطابخ القائمين على الوصاية؟.
ذلك لأن الحالة تفصح بعدم حركة الأوضاع نحو مخرجات الحوار ولا تتحسن صورة المشهد اليوم.
في الجنوب يرفض بسلمية مليونياتة نتائج مؤتمر الحوار واليمن يتململ في عباءة الخطة الدولية لا يجد مخرجا غير الاختناق في ظل تصعيد متعمد لابتزاز أصدقاء اليمن وشحتهم أكثر ويصطدم بتفهم الأصدقاء أن طاحونة الفساد تلتهم كل شيء وحتى تقضم أصابع أدواتهم أن وصلت أرض اليمن في أضعف الأيمان في حالة المساعدات الإنسانية هي الأكثر تضررا حتى اللحظة أما الاستثمارية فحدث ولا حرج غير التراجع لتتقدم الدرون الأمريكية محلها وهنا القاعدة مسرح الفعل سبيل يتحول للولايات المتحدة في تواصلها مع اللعبة الدولية بشرر القاعدة المنتجة بامتياز يمنيا وتحت ظل أجنحة النظام القديم الجديد المتصارعة في اليمن والجنوب بأشكال القاعدة وصورة عمران وقبلها صعدة بألوان أولاد الأحمر والزنداني وعلي محسن وصبغة علي عبدالله صالح وتذبذب عبدربه وضعف قوته في قرارة من كل محور من تلك المحاور في كسر قرونهم ونزعها نهائيا لتتويج مرحلة الحل والبدء في استتباب الأمن والسلام والعدل لتعود البيئية السياسية الى ما كانت علية وإصلاح وترميم ما تم تدميره خلال فترة تجربة الوحدة الغير مدروسة.؟
وجنوبيا تنتصب اليوم مهمة صعبة ولكنها سهلة بإرادة الناس لتحضير الجنوب وأعداده لتواصله مع العملية الإنسانية للتطور, وتأسيسا عليه فأن المليونيان لم ولن تتواصل رسائلها في عدم وجود قيادة موحدة رديف نضالاتها لقطع الطريق عن المتسلقين لاستثمارها لصالحها الشخصي وتمييع القضية ونشر الإحباط والاكتئاب السياسي لدى الملايين؟
فهل يستوعب المجتمع الدولي ضرورة خروج الجنوب من القصة بكاملها وفقا لإرادة المليونيات بداية الطريق الى الحل والإعلان عن ما خلف الكواليس ومواصلة تحقيق بما لليمن وثورته الشبابية من حق التغيير وقيام الدولة المنشودة هروبا من شبح الكارثة الكبرى في الذهاب الى سديم المجهول؟. شعب اليمن الذي يكن له شعب الجنوب كل حب وتقدير وثقة لوشائج العلاقات التاريخية والاجتماعية وترابطها في مختلف مناحي الحياة ؟ ام أن الأطباق بموصدات يمنية غربية المنشأ عنوان مرحلة جديدة تتعدى الحدود!! ننتظرها؟.