دعا البابا فرنسيس الأول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا التي دخلت عامها الرابع لدى وصوله للأردن يوم السبت في مستهل جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى إعادة الأمل لسكان المنطقة من المسيحيين. وفي كلمة للعاهل الأردني الملك عبد الله في بداية زيارته للأراضي المقدسة منذ توليه البابوية أشاد فرنسيس بالجهود التي يبذلها الأردن "للسعي لاحلال سلام دائم في المنطقة بأكملها."
وقال "هذا الهدف العظيم يتطلب بشكل عاجل إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا بالإضافة إلى حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني." وقتل أكثر من 160 ألف شخص في الصراع بسوريا وهرب الملايين إلى دول مجاورة بينها الأردن. وينتمي اللاجئون لكل الأديان لكن المسيحيين يشعرون بالخطر من المتشددين السنة الذين يقودون حملة مسلحة ضد الرئيس بشار الأسد. وبعد لقاء الملك عبد الله أقام البابا قداسا في استاد عمان ومن المقرر أن يجتمع في وقت لاحق مع بعض اللاجئين السوريين في بيت عنيا الذي عمد فيه المسيح في نهر الأردن وفقا للمعتقدات المسيحية. وسيلتقي البابا أيضا مع لاجئين هربوا من العنف في العراق.
ويتضاءل عدد السكان المسيحيين بشكل مطرد عبر الشرق الأوسط منذ أجيال. ولم تؤد الثورات العربية في السنوات الأخيرة والحرب الأهلية في سوريا إلا إلى تسارع هذه العملية. ورغم أن مسيحيي المنطقة يأملون أن يستخدم البابا زيارته لتسليط الضوء على معاناتهم فإنهم يشككون في أن بإمكانه المساعدة بعد أسابيع من انهيار أحدث جولة من محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويتطلع عدد أكبر من المسيحيين الفلسطينيين في إسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة التي يزورها البابا يومي الأحد والاثنين إلى الرحيل ويتهمون إسرائيل بتدمير مستقبلهم الإقتصادي وتقييد حريتهم في التنقل. وتنفي إسرائيل أنها تمارس التمييز ضد مواطنيها العرب وتقول إن الدوافع الأمنية هي السبب وراء فرض قيود على تحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وسيستغل البابا زعيم المسيحيين الكاثوليك البالغ عددهم مليار ومئتي مليون شخص هذه الجولة لمناشدة أتباع كل الديانات العمل سويا من أجل السلام. وقال "الحرية الدينية هي حق إنساني أساسي ولا أملك سوى أن أعبر عن أملي في أن يحترم (هذا الحق) في الشرق الأوسط والعالم بأكمله." وقال الملك عبد الله إن الإسلام هو دين يدعو إلى "الوئام العالمي والرحمة والعدالة والرفض المطلق للإدعاءات الباطلة لأولئك الذين ينشرون الكراهية ويزرعون بذور الفرقة."
وقال " اسمحوا لي أن أؤكد على أن الطوائف المسيحية العربية هي جزء لا يتجزأ من منطقة الشرق الأوسط." وفي استاد عمان حيث أقام البابا قداسه تحمل نحو 20 ألف شخص الحرارة للإستماع للبابا وهو يتحدث. لكن إلى جانب مظاهر الإحتفال عبر البعض عن مخاوفهم على مستقبلهم في المنطقة. وقال ثامر بولس (45 عاما) وهو مدرس عراقي إنه هرب من مدينة الموصل مع عائلته لأنه تلقى تهديدات بالقتل لأنه مسيحي. وقال "أود أن أهاجر إلى أي مكان أشعر فيه بالأمان أنا وعائلتي. التطرف الديني يهدد المسيحيين."
وسيتوجه البابا فرنسيس صباح الأحد المقبل بطائرة هليكوبتر إلى بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة حيث يقوم بزيارة تستغرق ست ساعات لما يصفه البرنامج الرسمي للفاتيكان "بدولة فلسطين" وهو مصطلح ترفضه إسرائيل. وأثار الفاتيكان غضب إسرائيل عام 2012 بدعمه تصويتا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح الفلسطيينين اعترافا كدولة من الناحية الفعلية. وتجادل إسرائيل بأن مثل هذه الخطوة يجب ألا تأتي إلا من خلال المفاوضات.
ويعتبر الفلسطينيون زيارة البابا وكونه سيسافر مباشرة من الأردن عن طريق الجو بدلا من عبوره الحاجز الأمني الإسرائيلي من القدس دعما معنويا كبيرا. ووقع الأردن الذي ينحدر غالبية سكانه من أصول فلسطينية معاهدة سلام مع إسرائيل قبل 20 عاما. ولتأكيد قناعته بإمكان تعايش كل الديانات السماوية الثلاث الكبرى في المنطقة والمساعدة في الخروج من المأزق السياسي استعان البابا فرنسيس بحاخام وشيخ مسلم كي يكونا ضمن الوفد المسافر مع البابا لأول مرة.
ويتوجه البابا فرنسيس إلى إسرائيل مساء الأحد المقبل في زيارة تستغرق 32 ساعة تتضمن 16 مناسبة. وكتب أشخاص يشتبه بأنهم يهود متطرفون تهديدات للمسيحيين على منشأت مسيحية في القدس. وقال أحد التهديدات "الموت للعرب والمسيحيين وكل من يكرهون إسرائيل