استحوذت التطورات الأخيرة في العراق على اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة، فخصصت لها مساحات مهمة في صفحاتها الأولى. في صحيفة التايمز نجد أكثر من تقرير ومقال، أحدها يحمل عنوان "أفغانستان قد تتبع العراق في الفوضى قريبا" وكاتبه هو ريتشارد ويليامز. يستهل الكاتب مقاله بالقول إن العراق فشل كبلد موحد لا بسبب إزالة صدام ولكن لأن قوى التحالف تركته لمصيره قبل الأوان. ويرى أن الحكومات المنتخبة حديثا عام 2010 في كل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا كانت مكتفية بالمضي قدما في تصوراتها بدلا من التأثير على التطور الهش للعراق. ويقول كاتب المقال ان تقدم القاعدة لم يكن مفاجأة لأولئك الذين قاوموا تقدمها جنبا إلى جنب مع السنة والشيعة العراقيين من عام 2004 حتى عام 2010، وإن هذا التقدم خلقته القرارات التي اتخذها الغرب لا سلوك العراقيين. وبالرغم من أن أفغانستان مختلفة عن العراق، ونقاط ضعفها مغايرة أيضا، إلا أن هناك خوفا من أن يحدث في أفغانستان ما حدث في العراق لو تكرر سيناريو العراق لعام 2011 في أفغانستان عام 2015. وبخلاف العراق الثري بالنفط والغاز فإن أفغانستان بلد فقير وشعبها الفقير أكثر عرضة للتطرف من السنة في العراق، كما يرى الكاتب، الذي يقول إن معظم الأفغان يخشون من قدوم عصر مظلم آخر من التطرف والحرب والعزلة، ويريدون المجتمع الدولي أن يستمر في دعمهم حتى بعد نهاية الوجود العسكري. " السعودية والخلافة الإسلامية" وفي صحيفة الإندبندنت يكتب روبرت فيسك مقالا بعنوان "السعودية تمول الخلافة السنية". ويرى فيسك أن السعودية كانت وراء خلق حركة طالبان ومن بعدها تنظيم القاعدة الذي تزعمه أسامة بن لادن، وإن 15 من اصل 19 من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في الولاياتالمتحدة كانوا سعوديين، والآن يأتي تقدم داعش لاحتلال الموصل وتكريت ليتوج القائمة السابقة من المساهة السعودية في التاريخ العالمي. ويعتقد كاتب المقال أن هناك نقاط تشابه بين وضع العراقوسوريا، ففي العراق يحكم نوري المالكي الشيعي ويحظى بدعم الولاياتالمتحدة بينما يحكم سوريا بشار الأسد العلوي الذي تعارضه الولاياتالمتحدة، بالرغم من أن الزعيمين أصبحا الآن "أخوين في السلاح" في مواجهة تهديد داعش. ويتنبأ فيسك بإمكانية أن يشهد العالم تحولا في موقف قطر الداعمة للمعارضة السورية وانتقالها إلى صف الأسد ، انطلاقا من كراهية السعودية والخوف منها. "أيها الصوماليون، غادروا بريطانيا المملة" وفي صحيفة الديلي تلغراف نطالع تقريرا أعده كولين فريمان عن دعوة وجهها وزير الخارجية الصومالي إلى مواطنيه المقيمين في بريطانيا إلى "مغادرة الحياة المملة المريحة والعودة لبناء بلدهم".
"عودوا إلى الصومال، حيث الحياة ليست مملة" وحث الوزير عبدالرحمن دوالي بيلي مواطنيه على العودة إلى وطنهم "حتى لو واجهوا مخاطر أشد من التي تعودوا عليها"، وقال "في الصومال ستواجهون بتحد، لكن ما قيمة الحياة بدون تحد ؟". وقال الوزير إنه عمل في أحد البنوك الغربية مديرا لكن حياته كانت روتينية مملة، بينما في الصومال كل يوم هناك تحد جديد يضخ الأدرينالين على الدوام ويخلق إثارة في حياة الناس. وطمأن الوزير مواطنيه بأن الخطر في الصومال يحدق بالسياسيين والناس المهمين، وليس الناس العاديين، كما ورد في التقرير. "أزمة إنسانية في أوكرانيا" تسببت الأزمة في نزوح الكثيرين
وفي صحيفة الغارديان يكتب أليك لون عن أزمة إنسانية نجمت عن القتال الدائر بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لروسيا في الجزء الشرقي من البلاد. يقول معد التقرير إن هناك أزمة في المواد الغذائية وإن معظم السكان المحاصرين في مدينة سلافيانسك كانوا بلا ماء ولا كهرباء أو غاز طوال الأسبوع الماضي. ويعلمنا التقرير أن 270 شخصا قتلوا في شرقي البلاد منذ أطلقت كييف عمليتها العسكرية قبل شهرين. وقد دفع سوء الأحوال في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الموالون لروسيا الآلاف إلى النزوح عنها، وتصاعدت موجة النزوح حين بدأ الجيش الأوكراني بقصف المدينة في بداية شهر مايو/أيار الماضي، ونزح الأهالي إلى مدينة سيفاتوغورسك المجاورة، حيث يعتمدون على مساعدات الاهالي من أجل السكن والغذاء. وقد وصل إلى المدينة ما بين 15 إلى عشرين ألف شخص منذ بداية مايو/أيار الماضي.