لا يغيب عن الأذهان ان الصراع الذي تدار رحاه وبوتيرة سريعة في صنعاء هو صراع المحافظة على المصالح والوجود في مفاصل المال والجاه والسلطة وكل أطراف الصراع تخشى الخروج من الملعب خروج المغلوب عند الدور الاول والغياب عن الساحة وقد يخسر مصالحه التي بناها لعقود ولذا لن تغفل أعين هؤلاء ليظلوا في الميدان وتحقيق فوز الحفاظ على مكاسبهم وهناك أطراف عدة تدير الصراع لتحافظ على وجودها ومصالحها 1- النظام السابق التي اعتبر انه غاب قوسين او أدنى من تحويل الجمهورية الى مملكة عائلية ورتب كل الأوراق على ذلك فحشد كل القوى التي ارتبطت معه كان من رجال القبيلة او المثقفين ورجال دين الذين يستهوون الإفتاء المدح والتنميق في نظام فاسد وامتداحة بإنه نظام عادل وانه عهد خلافة راشد فسمي حينها ان المخلوع صالح الخليفة السادس والخليفة العادل وعند المتفحص لسياسات هذا النظام يلحظ ان نسبة الفقر والأمية والبطالة وكل الأمراض الاجتماعية التي سادت المجتمع وتفشي الصراع القبلي وانعدام الامن واختزال القانون في عرف القبيلة لا نلمس من العدالة الا شعارات براقة لطابور من أعلام ومطبلين وصحفيين مدفوعي الأجر يمكيجوا وجه النظام الفاسدالمشوه الذي افرز معاناة قد تصاحب هذا الشعب لسنوات عدة او ربما عقود
2- القبيلة التي تقاسمت مع النظام السابق السلطة على مدى عقود وحققت مصالح كبيرة رأسمالية تجارية وأصبحت مفصل من مفاصل العهد السابق ومارست القمع لتثبيته وقتلت ونهبت وطغت وبغت فمارست كل الأساليب القمعية ضد المثقفين ومن يحاول حتى الاعتراض على تصرف القبيلة او السلطة الظالمة وارتباط تلك القبائل بما أوصلها الى مرحلة تطمح ان تكون صاحبة سلطة وحكم ونفوذ مطلق والتزاوج بين النظام والقبيلة التي نهبت خلال سنوات من قوت وعرق شعب حتى أوصلوه الى قاع الفقر وعجزه ان يعيش حياة كريمة واختلف اصحاب المصالح على تقاسم الثروات والهيمنة على المؤسسات والشركات العاملة في مجالات النفط والتعدين والوكالات التجارية ومؤسسات الدولة ذات الأرباح التجارية العالية كالاتصالات وغيرها وعمليات النهب المنظم لاصطياد الأسماك وإعطاء التراخيص لشركات اصطياد دولية مقابل شراكة في رأسمال تلك الشركات والسيطرة على رأس المال الوطني المستثمر وفرض الجباية والشراكة بالحماية كما يطلق هؤلاء النافذين في السلطة والقبيلة
3- الأحزاب والفرق الدينية التي كانت ذات ارتباط وثيق بالنظام السابق الذي كان سبب في وجودها حتى يوجد بؤر صراع اولا مع المعارضين للنظام او مع شعب من كان يسموه الجنوب الكافر كما افتوا وأوكلت اليهم مهام عدة الاغتيالات التي تنفذ وفق طلب النظام وكلنا يعرف محاولات اغتيال تمت لكثير من القيادات الاشتراكية او القيادات الفكرية والثقافية او المعارضة ومنهم من نفذ عمليات ضد مصالح اجنبية لابتزاز الدول الكبرى بأسم مكافحة الأرهاب واختلافهم في الأخير مع المخلوع ونظامه بعد ان خدموه في مراحل كثيرة وبعدما اسسوا مصالح تجارية كبرى وأصبحوا اصحاب شركات متعددة تربحوا أموالهم من النظام الفاسد والتسهيلات في نهب الاراضي والمقاولات والعمولات التجارية
4- الرأسمال الذي ساهم وتزاوج مع عناصر السلطة ومع القبيلة والذي سعى الى تدمير مؤسسات القطاع العام بقوة السلطة التي منحت رأس المال كل التسهيلات في الاستيراد والتهريب والتهرب الضريبي وممارسة اعمال غير قانونية وإنشاء المصانع التحويلية للأغذية والمأكولات التي لا تلتزم بمعايير صحيه في إنتاجها وإشراك هذا الرأسمال في التخطيط للمشاريع والاستيراد بما يخدم مصالح الشراكة التي بنيت بينه والسلطة والقبيلة ولذا اصبح صاحب قرار وفوق القانون حيث استحوذ على موانئ ومشاريع ضخمه حرمت الدولة عوائد مالية ربما كانت سترفد خزانة الدولة ملايين او مليارات من العملات
كل تلك القوى ممن كانوا سببا في انهيار الدولة والقانون والاقتصاد وافقار المواطن وسلبه حريته وتفشي الجهل والمرض وغياب هيبة الدولة وجعلوا من تواجدهم دولة في جسد الدولة لاضعافها وفوق القانون وتعمل تلك القوى ما تريد دون محاسبة او مسائلة ولا زال صراعهم مستمر حتى يحافظوا على كل تلك المصالح