كان العميد ناصر النوبة يحذر من بعض القوى السياسية الجنوبية بانها ستذهب بنا الى باب اليمن ولكن العميد نفسه ذهب الى ابعد من باب اليمن حيث وصل الى شارع الستين في صنعاء والحقيقة ان المشكلة ليس في العميد النوبة وحده شخصيا فهناك من هرول قبله الى صنعاء من القيادات وهناك من سيهرول بعده مادام الباب مفتوحا امام الجميع في ظل عدم وجود قيادة مركزية جنوبية سياسية مؤسسية موحدة تقود ثورة شعب الجنوب التحررية فعلينا ان لا نكتفي بالتخوين والشماتة والحشوش على هذا او ذاك مهما كان خطأهم او حتى خيانتهم بل علينا في الحراك الجنوبي السلمي مراجعة حساباتنا ومعرفة الخلل الذي جعل بعض القيادات تسلك هذا الطريق المحفوف بالمخاطر عليها وعلى قضية شعب الجنوب خاصة ان هذه القيادات ما برحت تتحدث باسم الحراك الجنوبي صباح مساء وليس بصفتها الشخصية واول ما يجب عمله هو الوصول مهما كانت المصاعب الى قيادة سياسية جنوبية موحدة ومؤسسية تمثل شعب الجنوب وقضيته في الداخل والخارج وهذا ما يفترضه العقل والمنطق والنضال والتحرر وما يطلبه العالم منا كل يوم فلا نيأس امام تحقيق وحدة القيادة في ظل وحدة الهدف المنشود وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والا فأن هذا الهدف نفسه سيكون مجرد شعار اذا لم يكن هناك برنامج سياسي نضالي ثوري واضح للوصول الى هذا الهدف وهذا البرنامج السياسي لا يتحقق من غير وحدة القيادة السياسية . سوف تظل صنعاء تشن حربها الناعمة لاحتواء ثورة الجنوب التحررية جنبا الى جنب مع الحرب الصلبة مثل الاغتيالات والحملات العسكرية في ارض الجنوب .وفي ظل هذا التشتت في الوسط السياسي الجنوبي فان صنعاء ستواصل اختراقها للقيادات الجنوبية خاصة الذين احسوا بالتهميش والاقصاء ولهذا نجد هذه القيادات والكوادر يهرولون هرولة الى صنعاء من غير تنسيق حتى مع مكوناتهم ومن غير تخطيط ونظر في العواقب بحيث يصبح فعلهم هذا مغامرة وطيشا وقلة حيلة وقرارا غير محسوب ولا مسؤول خاصة ان التجارب مع نظام صنعاء مريرة فقد ابتلعوا دولة كاملة وغدروا بكل العهود ونحن نعرف ان هنالك جنوبيين يعملون في اطار نظام صنعاء ولكنهم للأسف الشديد يمثلون النظام اكثر مما يتبنوا قضية شعب الجنوب التي هي قضيتهم وقضية ابنائهم وكان حقا عليهم ان يخدموا هذه القضية من مواقعهم المختلفة قدر الامكان حتى اذا لم يجهروا بهدف شعبنا في استعادة دولته كاملة السيادة وقد راينا ان ما يقرب من نصف اعضاء مؤتمر الحوار كانوا جنوبيين مثلوا احزابهم وانفسهم ولكنهم لم يستطيعوا ان يحققوا شئيا للجنوب غير حلول منقوصة ومخادعة يحسبها الظمآن ماء وهي مجرد سراب ان الجنوبيين السياسيين اليوم موجودون في اماكن كثيرة ومتنوعة على مستوى الداخل والخارج فإذا نسقوا ادوارهم واحترموا بعضهم واستشعروا قضيتهم العادلة فسوف يستعيدون حقهم لان الظروف مواتية لهم في ظل ثورة شعب الجنوب المباركة وضعف نظام صنعاء والمتنفذين عليه . بيد ان التنسيق السياسي شيء والتسابق على تمثيل الجنوب واقصاء الآخرين شيء آخر , او هذا يرفع السقف وذلك يوطيه وكل يشخص القضية من وجهة نظره دون مراعاة لإرادة شعب الجنوب الجمعية في الانعتاق واستعادة دولته المستقلة . فحين يختلف التشخيص يختلف الدواء في حين ان الشعب قد شخص مرضه بنفسه وما على السياسيين الا توفير الدواء الناجع له وتطبيبه . ان ثورة شعب الجنوب التحررية ليست مجرد اشخاص سواء صمدوا في محراب القضية او ذهبت بهم الموجات بعيدا عنها ولكن هذه الثورة جاءت تعبر عن قضية عادلة لها مفهومها ومضامينها واهدافها وادبياتها واخلاقها بمعزل عن الاشخاص وتقلباتهم او استمرارهم او وقوفهم او موتهم او حياتهم .